ندرت أرسنال - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

كان التوتر الحاصل بين أنقرة وروسيا- إيران بمثابة شحن لأزمة الطاقة التي جعل تركيا تبحث عن مصادر إضافية للغاز الطبيعي وفجأة عرضت إسرائيل على تركيا قائلة: "نحن نعطي" لكي تحل الأزمة وكانت هذه الكلمات خرجت من فم نتنياهو شخصيا.

لا شك أن إسرائيل بهذه الحركة أرادت تلميع نفسها والظهور بمظهر لائق لكن مع الأسف لا أحد يعرف كيف تنظر إسرائيل لداعش في سورية والعراق.

إسرائيل الآن تداوي جراحها بعد الصلح الحاصل بين الغرب وإيران والكل  يجب أن يعلم بأن إسرائيل في حالة من الركود وكل دول المنطقة في تطورات جذرية لكن ماذا عن تل أبيب؟

حسب رأي بعض الاختصاصيين: إن اتحاد روسيا مع إيران والشام وحزب الله في المنطقة 'كتيار شيعي' فإن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل.

"هل ترغب تل أبيب في أن تسيطر روسيا على سوريا رغما عن أوباما أم ترغب بسيطرة أمريكا"؟

محادثات فيينا من أجل إسرائيل تعني طهران

يجب أن نربط هذه الأمور مع بعضها، العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل معطلة لكن دعم الاتحاد الأوروبي للحل بشأن الأزمة السورية في المباحثات الدولية له معنى آخر.

مشاركة إيران في هذه المباحثات تقتل إسرائيل لأن هذا يعني اتساع إيران مساحة وحدودا.

إسرائيل تنتظر التالي حتى لو تأخر

تريد إسرائيل دعم وتسليح أمريكا للسنة العرب والسنة العرب والأكراد متحدين سيهزمون داعش، وبالوقت ذاته صرحت السعودية بالتنسيق مع تركيا و33 دولة أخرى بتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب.

سلاح S-300 التي أعطته روسيا لإيران ضد من؟

سؤال جميل يحتاج جوابًا مستقلًا من هذه الظروف الراهنة.

كما نعلم أن روسيا بسبب حادثة إسقاط الطائرة من قبل تركيا أعطت طهران صواريخ الدفاع الجوي S-300 لوضع الجيش الإسرائيلي في وضع غير فعال أمام إيران ولكي لا تتعرض لإشاعات بأن إسرائيل ضربت أو ستضرب المنشآت النووية الإيرانية.

ونأخذ أيضا بعين الاعتبار استمرار شراء إسرائيل للغواصات الألمانية.

لا ننسى أن مفهوما تدركه إسرائيل وهو قرب إيران من الغرب، لكن إيران هي جزء من الحل في أزمة الشرق الأوسط والذي يقلق إسرائيل.

الآن موازيين القوى تتغير

إسرائيل بعد الآن استعادت إمكانياتها المادية وأحكمت موقعها السياسي بين الشركات الغربية ولن تقلق بعد الآن من قدوم قائد ديني يعرقل مصالحها كإيران الخارجة من العقوبات التي فرضت عليها.

هذا ما يقلق إسرائيل

"لماذا تغير الآن إيران من سياساتها؟" هذا السؤال ليس غير مهم لكن عزل إسرائيل وحصرها في منطقتها يثير الجدل!

ما تريده إسرائيل هو أن تسقط قوة الأسد العسكرية.

تصديق هذا الأمر أو عدم تصديقه مسألة أخرى لكن أصل المشكلة تنبع من البيت الأبيض، واشنطن ليس لديها الرغبة بدخول حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، هذا ما نعرفه.

من جهة أخرى فإن إسرائيل  ترى أن تصريحات الغرب تفضي بأن عملية انتقال السلطة تكون بوجود الأسد.

(بخصوص هذه المرحلة فقد تم عمل اجتماع استثنائي في البنتاغون وفي اليوم التالي كانت زيارة وزير الدفاع لقاعدة إنجيرليك وذلك يعد بمثابة علامة على خوضها حرب برية ضد داعش).

كانت تطلعات روسيا بعكس ما توقعت فقد فشلت العمليات العسكرية في سورية بتوسيع رقعة سيطرة الأسد وأدى ذلك إلى بدء وضع العلاقات الروسية الأمريكية تحت المراقبة.

مخاوف إسرائيل من مشاركة إيران لحدودها

مخاوف إسرائيل الكبيرة في الآزمة السورية وفي يد صاحبة القرار إيران بحلها أو بعدم حلها وهذا ممكن أن يطرح أمرا على الساحة ألا وهو إمكانية تمركز إيران في سورية على الحدود المتاخمة لإسرائيل، وذلك يعني الحرب.

ووفقا لحسابات تل أبيب فإن تخلي إيران عن الأسد أمر صعب.

إسرائيل حتى الآن لم تدخل أبدا في صراع مع القوات الروسية في سورية ،لكن إسرائيل ليست سعيدة بالوجود الروسي.

العمليات العسكرية الروسية-الإيرانية في الشمال وممكن أن تحول هذه العمليات إلى الجنوب، ومن بعد إسقاط الطائرة الروسية فإن منطقة هضبة الجولان وما حولها في الجنوب أصبحت في حالة حرجة جدا.

إسرائيل تتجنب حصول هكذا وضع أي كما حصل في شمال سورية من سيطرة الطيران الروسي عليها وسيطرة إيران وقواتها الحليفة لها فليس لديها أي مصلحة في وضع منطقة الجنوب السورية المحاذية لها بحالة حرجة.

كما أنه بدأ يشتم راحة هكذا احتمال وإسرائيل تشعر به  ويمكن أن يندرج تحت هذا الاحتمال إنشاء منطقة حظر جوي بشكل أوتوماتيكي في المنطقة الجنوبية في سورية إذا لزم الأمر.