ترك برس

رأت الكاتبة التركية، عائشة قرابات، أنه "في حين تدعم روسيا النظام السوري من خلال توفير الغطاء الجوي، تُنفّذ إيران عمليات برية بقوات تابعة لها داخل الأراضي السورية، ولكن طهران وموسكو غير متفقتان حيال سير الحرب في سوريا، وخطط البلدين تجاه مستقبل الشرق الأوسط غير متطابقة".

وأضافت الكاتبة التركية، الخبيرة في الشؤون السياسية، في تقرير لها نُشر على الجزيرة ترك، أن "بقاء النظام السوري يُشكل أهمية بالغة بالنسبة لطهرن، حيث يمنحها الاتفاق مع التظام، عمقًا استراتيجيًا يمتد حتى البحر الأبيض المتوسط، كما أن استمرارية الهلال الشيعي الممتد إلى لبنان، مرتبط ببقاء النظام السوري، فضلًا عن أن النشاط الإيراني في سوريا يمنحها قوة أمام الدول العربية التي تتنافس معها".

وأشارت قرابات، إلى أن بقاء النظام السوري مهم للغاية بالنسبة لموسكو التي تسعى للتمركز في البحر الأبيض المتوسط، وأن تثبت للعالم أنها قوة عالمية، على حد تعبيرها، لافتة أن "الروابط التاريخية لدمشق قوية جدًا مع موسكو وطهران في نفس الوقت، لذلك لم تترد إيران وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني حيال التدخل في سوريا في بداية الأزمة، وكلما لقي النظام صعوبة بالتغلب على المارضة، تدفقت مجموعات شيعية أفغانية وأخرى مدعومة من إيران إلى الأراضي السورية".

وقالت قربات، "رغم مساهمة القوات الشيعية في منع سقوط النظام السوري شيئًا ما حتى عام 2015، إلا أنه بدأ يخسر مناط استراتيجية، وعندها تدخت روسيا التي كانت متحمسة لذلك، وساهم ذلك التقرب بين موسكو وطهران اللتان لا تثقان ببعضهما من الناحية الأيديولوجية".

ولفتت الكاتبة إلى أن "روسيا جعل تدخلها العسكري في سوريا منتظمًا وأن يكون الجيش السوري في الفاعل الأساسي في الحرب، من خلال إخراج الميليشيات المقاتلة داخل الأراضي السورية، وهناك جزء كبير من الجيش السوري متدرب على يد روسيا، وهي قوة ذات قومية عربية وغير سارة من الكون تحت قيادة إيرانية، كما ترغب روسيا بكسب ولاء شبيحة النظام السوري والتحكم بها، وتريد انسحاب قوات حزب الله اللبناني من الأراضي السورية".

ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011، قام النظام الإيراني بجهد واسع النطاق للحفاظ على بقاء نظام الأسد في السلطة لأطول فترة ممكنة، وقد تعددت أوجه مساعدة النظام وقواته على الأرض، بدءا بتقديم أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية للمشورة ومساعدة قوات الجيش السوري.

تجدر الإشارة إلى أنَّ الأزمة السورية دخلت منعطفًا جديدًا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، وتقول موسكو إن تدخلها العسكري إلى جانب النظام السوري، "يستهدف مواقع تنظيم داعش"، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن وعواصم غربية وقوى المعارضة السورية، التي تقول بدورها، إن أكثر من 90% من الأهداف، التي تقصفها المقاتلات الروسية لا توجد فيها تنظيمات إرهابية، وإنما تستهدف المدنيين، وفصائل المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

وكان مسؤولون إيرانيون، قالوا إن إيران قررت توحيد موقفها مع روسيا في الحملة الرامية إلى التوصل لاتفاق سياسي لإنهاء الحرب السورية، ما يعني أنها قد تخفف من اعتراضها على رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة في إطار هذا الاتفاق.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير قوله إن قرار بلاده تعزيز تنسيقها مع روسيا اتُخذ بعد اجتماع عُقد الشهر الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في طهران.

وتصر إيران علانية مثل روسيا على عدم تنحي الأسد عن السلطة إلا إذا جاءت نتيجة للتصويت بذلك في انتخابات تجري في نهاية الأمر.

ووفق تصريحات دبلوماسيين، فإنه على الرغم من تمسك روسيا بتأييدها الحازم للأسد علانية فقد أوضحت للدول الغربية في الآونة الأخيرة أنه لا يوجد لديها اعتراض على تنحيه عن السلطة في إطار عملية السلام.

وفي هذا السباق، قال المسؤول الإيراني الكبير -الذي اشترط عدم نشر اسمه- إن ما اتُفق عليه هو انتهاج إيران وروسيا سياسة واحدة تفيد طهران وموسكو ودمشق.

وبيّن أن طهران "تؤمن بجدية بضرورة أن يقرر الشعب السوري مصيره. ولكن لابد أولا من عودة الهدوء" مضيفا أنه من الممكن أن يقرر الشعب السوري ضرورة تنحي الأسد وسيتعين عليه حينئذ ترك السلطة".

من جهة أخرى، قال مسؤول إيراني آخر للوكالة ذاتها إن بلاده وروسيا "على وفاق كامل" بشأن سوريا ومصير الأسد، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي كان بين بوتين وخامنئي كان ناجحا جدا، وأن "إيران وروسيا تتقاسمان الآن نفس وجهة النظر بشأن الأسد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!