مصطفى كارت أوغلو – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

في لقاء صحيفة لوموند الفرنسية مع قيادي حزب العمال الكردستاني جميل باييك في قنديل أثارت اهتمامنا الجمل التالية:

1-   "لا يوجد أي سبب لوقف العمل المسلح، ويمكن أن نرسل مقاتلين جدد الى تركيا".

2-   "سنعلن في المستقبل القريب عن المشاركة الداخلية والخارجية في جبهة واحدة للمقاومة في تركيا".

3-   " لقد انتهت الحرب الباردة ويمكن أن نلتقي معهم كجبهتين متوازيتين".

4-   "لن يدعو أوجلان للمقاومة غير المسلحة، فهذا الخيار خاص بنا".

وهذه الكلمات توجب بعض الأسئلة وهي:

- لماذا لا يستخدم حزب العمال الكردستاني قدراته البشرية والعسكرية لدعم فرعه السوري في محاربة تنظيم داعش في كوباني وروجوفا؟

- من هي التنظيمات صاحبة الدرب المشترك مع حزب العمال الكردستاني؟

- من أي دولة سياتي المحاربون الأجانب؟

ومن الإجابات على هذه الأسئلة ما قراته في خبر للجزيرة الأسبوع الماضي، حيث تحدث أحد المغدور بهم الهاربين من مدينة سور التي دخلتها وحدات حماية الشعب الكردي مؤخرا، حيث قال: "أعيش في سور منذ 30 سنة واعرفها بيتا بيتا واسما اسما، ومنذ بداية مباحثات السلام بين تركيا والأكراد كان يدخل إلى المدينة يوميا أناس جدد، علمت من بعدها بأنهم أجانب، وكانوا يجمعون الناس في الأسواق والمقاهي لينشروا البروباغاندا، وكانوا يتحدثون اللغة التركية بلكنة إسطنبولية، وكانوا يخطون شعاراتهم على الجدران". يعني أن هنالك تنظيمات أخرى!

كلام باييك عن انتهاء الحرب الباردة ووجود قوى متضادة ينبئ باحتمالية وجود مساعدات خارجية، ويمكن سرد هذه الاحتماليات على النحو التالي:

1-   التنظيمات الإرهابية في تركيا: ويكمن سرها في علاقاتها المفتوحة مع برلين وبروكسل.

2-   أوروبا: يتواجد حزب العمال الكردستاني في بعض الدول الأوروبية مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا واليونان، وهو ما ينبئ باحتمالية وجود دعم بشري "المحاربين الأجانب".

3-   روسيا: تواجد حزب العمال الكردستاني فيها مهم، وزادت هذه الأهمية بعد أزمة الطائرة، فهم يترقبون دعم الرئيس الروسي بوتين.

4-   إيران: الاتفاق الإيراني مع حزب العمال الكردستاني يفضي بغلق فرعها في إيران في مقابل دعم إيراني في سوريا، وقد يصل الأمر إلى نقل مليشيات إيرانية إلى الأراضي التركية.

5-   المحاربون الأجانب في سوريا: وهم المحاربون الذين تجمعوا من دول العالم المختلفة باسم المحاربة مع داعش.

6-   نظام الأسد: فمخيمات التدريب التي أقامها الأب حافظ الأسد ما زالت قائمة اليوم بإدارة روسيا، وهذه المخيمات لم تقتصر على تدريب أفراد حزب العمال الكردستاني بل تعدتهم لتشمل كل التنظيمات الإرهابية المعادية لتركيا.

فهل ستتحمل تركيا الاتهامات التي توجه إليها بشأن تخريج المحاربين إلى حزب العمال الكردستاني كما هو الحال بالنسبة إلى داعش؟ وكيف سيرد أوجلان على تهديدات باييك التي تقول لأوجلان بأننا سنضعك جانبا إذا خالفتنا؟

لو توقفت هذه النوعية من التصريحات عند باييك لكنّا وصفناها بالإرهاب بلا ريب، لكن انضمام أطراف أخرى مثل حزب الشعوب الديمقراطي وغيرهم للتصريح بكلمات مشابهة زاد الوضع خطورة، فهم يرون أفعال العنف والإرهاب وإنشاء الخنادق في المدن المختلفة وإقامة الحكم الذاتي بأنها أفعال مقاومة مشروعة! وقد أعلن رئيس حزب الشعوب الديمقراطي بأن الحكم المحلي هو خيار الشعب، لكن ليس من الضروري أن يكون هذا الدعم هو نفسه للضحايا التي تسقط من الأكراد! كما يستخدم جمال باييك حزب الشعوب الديمقراطي والأحزاب السياسية الأخرى لإضفاء المشروعية على افعاله.

فمن هم الضحية؟ الضحية هنا هي الأم لطفلين التي طلبوا منها تقديم الطعام فقدمت، وطلبوا منها تقديم الشاي فقدمت، ثم طلبوا منها إخفاء أسلحتهم فأخفتها، لكنهم بعد أن غادروا منزلها قصفوه بالصواريخ!!!

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس