ولاء خضير - خاص ترك برس

بدأت الثلوج تكتسح الوديان الواقعة في منطقة "كابادوكيا"، مجملة بردائها الأبيض، ومُشكلةً مشاهد آية في الجمال والروعة التي تحبس الأنفاس، فإذا كان لديك مخطط لرحلة شتوية دافئة ومثيرة، وبعيدًا عن صخب المدن، فإن محطتك بالتأكيد هي كابادوكيا "الأرض الساحرة".

تعد منطقة كابادوكيا (Cappadocia)، الواقعة في ولاية "نوشهير"، وسط تركيا، أحد أهم المعالم السياحية التاريخية، إذ تتمتع بمنظر جمالي طبيعي خلاب، يلفت الناظرين والزائرين، وبخاصة خلال فصل الشتاء.

وارتدت منحوتات "مداخن العفاريت" التي يصل ارتفاعها إلى 40 مترا تقريبا، رداءها الأبيض، بعد تساقط الثلوج على بلدات جوريميه، وأورجوب، وأوتش حصار، وزيلويه، التابعة لولاية نوشهير، وسط تركيا.

وتقدُم أفواج السياح إلى المنطقة، لزيارة موقع جيفيزلي "Cevizli" التاريخي، داخل قلعة أوتش حصار "Uçhisar"، الأكثر زيارة بين آثار المنطقة، والمعروفة عالميا بأول ناطحة سحاب طبيعية، في جولاتهم السياحية بالمنطقة على الرغم من برودة الجو، وتساقط الثلوج.

حيث يلتقط السائحون صورا فوتوغرافية تذكارية أمام مداخن العفاريت، بعد أن ارتدت حلتها البيضاء.

وتضيف الثلوج المتساقطة فوق معالم كابادوكيا الشهيرة، مثل "موائد الشيطان"، والكنائس الأثرية المنحوتة في الصخور، جمالا آخرا للمدينة.

وتحتضن كابادوكيا، أحد أكثر المناظر الطبيعية جمالا في العالم، وصنفتها اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي.

وأكثر ما تتميز به هو ما يطلق عليه "موائد الشيطان"، وهي صخور عامودية حولتها عوامل التعرية، إلى شكل "فطر عملاق"، وتبدو شبيهة بنباتات "عش الغراب".

كما تشتهر المنطقة بواديها المزين بالمنحوتات الطبيعية المعروفة بمداخن العفاريت "Peri Bacaları"، وناطحات السحاب الطبيعية، والكهوف الصخرية، وبيوتها وفنادقها المنحوتة داخل المغارات.

تشتهر منطقة كابادوكيا والمعروفة بـ"الأرض الساحرة" في تركيا، بمناظرها الساحرة والخلابة، التي تبهر الانظار، وتقف الكلمات عاجزة عن وصفها، وتزيد من جمالها القلاع التاريخية، والأعمدة الجيرية التي تسمى بـ"الأعمدة الساحرة" المنتصبة منذ مئات السنين.

وتعتبر هذه المنطقة منطقة سياحية ذات شهرة عالمية، حيث يوجد فيها الكثير من المشاهد الجيولوجية، والتاريخية، والحضارية الفريدة.

وتقع هذه المنطقة إلى الجنوب الغربي من الولاية الكبرى "قيصري"، التي توفر للمسافرين المواصلات الجوية بمطاراتها، والمواصلات البرية بمحطاتها، وسكتها لتربطها بأنقرة وإسطنبول.

ويمكن أيضا للسائح والزائر أن يتجول في مدنها القابعة تحت الأرض، وتتضمن إسطبلات وأقبية. هذه المدن الموصولة بممرات ضيقة بناها السكان القدماء، ليتمكنوا من التحرك بحرية، بعيدًا عن طرقها المتعرجة.

وكمان أن المناطيد الكبيرة الملونة، ذات الهواء الساخن، من الأنشطة التي تجتذب السياح في كبادوكيا، وهي متوفرة في غوريم , كما يمارس السياح أنشطة الترحال في كل من وادي إهلارا، ووادي الدير (غوزليورت)، وأورغوپ وغوريم، كما ان زوار كابادوكيا يرونها أفضل النماذج المختارة من الفن المعماري السلجوقي والعثماني.

ومن المباني التي تستحق الزيارة نزل إجري منارة، و الاي خان، وسلطان خاني، ومسجد تشقين باشا في أورغوب، ومسجدا صنغور بك وعلاء الدين في نعدة. ولإستكشاف هذه المقاطعة الغامضة، ولرؤية تناغم البشر، والطبيعة، يجب على السائح زيارة "أورغوب"، و"ورأوج حصار"، و"أفانوس"، و"كورامة"، و"جافوشين"، و"أورتاحصار".

وقد لعبت التكوينات الجغرافية التي تميزها دورًا في صياغة مناحي الإنسان الذي عاش على أرضها قديمًا، فبنى بيوته داخل هذه التكوينات، وكانت بيوتًا مبينة في كهوف، وكذلك بنى كنائسه في أعماقها، حيث بدت وسط التكوينات وكأنها قد بنيت داخل المداخن مما جعل حضارة ''كبادوكيا'' تعرف باسم ''مدخنة الملائكة'' حتى يومنا الآن .

منطقة كابادوكيا آهلة بالسكان منذ العصر الحجري، و يحدها من الشمال نهر الكزلرمك، ومن الشرق الحصار الاخضر، ومن الجنوب جبال حسن، و مالاندز، ومن الغرب مدينة "اك صاريا"، ومن الشمال الغربي مدينة كير شهير.

وبدأت تعج كاباودكيا بالحياة، عندما لجأ إليها الهاربون من بطش الرومان، من مسيحيي حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي، فنحتوا بها مدنًا تحت الأرض، وسراديب، ومتاهات، وبيوت في أعالي الجبال الصخرية، فأصبحت مثالًا عظيمًا بين الطبيعة والإنسان، إنها كابادوكيا.

وأهم المعالم فيها (الكنائس الصخرية، والمدن تحت الأرض، والقلاع الصخرية، والوديان والمتاهات الصخرية). تقع مدينة كابادوكيا في اقليم وسط الأناضول (وسط تركيا)، وتبعد عن أنقرة 276 كيلومتر، وعن إسطنبول 730 كيلومتر. وأقرب مطار لها هو مطار مدينة قيصري الذي يبعد 80 كم (ساعة بالباص).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!