نهاد أوزجان – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس

مضى عام آخر مع حكاية أخرى قديمة، إنه حزب العمال الكردستاني الذي دخل مرحلة جديدة وبحلم ذو سقف آخر جديد، فقد أصبحنا نعلم ما يريده الحزب، فهو يسعى إلى كونفدرالية على أساس سلطة ثنائية القومية. ولهذا فإن الحزب سينشغل خلال المئة سنة القادمة في تحقيق أحلامه لإنشاء وطن خاص به، وستنشغل معه تركيا تارة في البرلمان وتارة أخرى في الشوارع وبين الخنادق.

القضية هنا تكمن في إشغال تركيا مع محاولة تحقيق مصالحهم وأولياتهم، فصراع الشرق الأوسط سيعيد أيام الحرب الباردة والمعسكر الأوروبي والأمريكي من جهة ومن الجهة الأخرى معسكر روسيا وإيران وسوريا بين متغير تنظيم داعش وثابت الأمن الإسرائيلي والصراع المذهبي بين الخليج وإيران. ونرى العامل المشترك في كل تلك المعادلات السابقة متمثلًا في تركيا، فإن استطاع حزب العمال الكردستاني إشغال تركيا، ستجد بعض الأطراف الخارجية مساحة ومتسع لها في الحركة والمناورة، كما وسيتفيد الحزب في تحقيق ما يمكن تحقيقه من أجنداته الخاصة.

في ضوء كل ما سبق نجد أن جبهة حزب العمال الكردستاني تثير الدول العالمية، لكن تعقيد الظروف بين توقيت حرب الخنادق وإدارتها يزيد التعقيدات في ضوء الأولويات الايدولوجية في الحسابات والمعادلات الدولية. وتتراوح هذه التعقيدات بين رغبة الاتحاد الأوروبي وأمريكا بتركيا مستقرة من أجل دورها الأساسي والمهم في حرب داعش وحل مشكلة اللاجئين، لكن في المقابل لا تستطيع أن تغفل عن القوات البرية التي تحتاجها لحرب تنظيم داعش من حزب العمال الكردستاني الذي بدأ يميل للكفة الروسية، فأمريكا لا تريد إغضاب تركيا بإرضاء حزب العمال الكردستاني، كما ولا تريد فقدان الحزب حتى لا يصبح ذراعا لروسيا في سياق المخرجات والحسابات الدولية في الأزمة الأوكرانية.

في المقابل نرى سعي روسيا لتلقين تركيا درسا قاسيا عبر استخدام حزب العمال الكردستاني صاحب الخلفية الماركسية في عملية تنعش ذاكرة الحرب الباردة. سيفتح الاختيار بين الجبهتين جدلا واسعا في حزب العمال الكردستاني، فأي الجبهتين سيختار؟

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس