مصطفى اوزجان – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

تكمن قوة إيران في استخدامها الجيد لسلاحي الكذب والتقية، فهي بارعة جدا في باطلها، لكن حبل الكذب قصير وشمعة الكذب لا بد لها أن تنطفئ يوما ما؛ فهذا مصيرها المحتوم. بعد أن عشعش مرض الكذب في الدولة الإيرانية التي تأسست عليه لم يكن غريبا سماع ادعاءاتها حول حادثة حرق السفارة التي كانت بإدارة الدولة وبأيدي وكلائها ردا عادلا حسب ادعائهم على إعدام نمر بكر نمر القيادي الشيعي!

يقولون إن عملية الإعدام لم تكن عادلة وإن ما حدث جاء من باب دفاعهم عن العدل، لكن الحقيقة غير ذلك، فإيران ومن اليوم الأول للثورة الإسلامية مدت أياديها حتى وصلت كل جحر يختبئ فيه متمردي الشيعة الذين تجرؤوا من بعد انتصار الثورة على الوقف ضد أنظمة حكم بلادهم لأجندتهم الطائفية، وكان نمر من تلك الأذرع الآثمة التي تعبث بأمن وطنها، ومنهم أيضا نصر الله في لبنان وصادق المهيري في الكويت وعلي سليمان في البحرين والعامري والمالكي والصدر في العراق.

أعدمت السعودية مُسعر الحرب ومهووس الحراق بعدما تنكرت لصفاته وهالته المصطنعة والتي لا مكان لها في الإسلام. لم تأبه الرياض بصفات الألوهية التي أحاطت بنمر من أجل أن تحميه زورا وبهتانا، ففي النهاية فشلت اللعبة الإيرانية التي كانت تهدف إلى حماية تدخلها السافر في السعودية عبر حماية النمر كما تم حماية الخميني سابقا في زمن الشاه، وكان إعدام القيادي الشيعي بمثابة الوتد الجديد في حماية وحفظ الأمن بالمملكة السعودية. تجنبت السعودية خطأ شريعة مداري الذي ثار عليه الخميني باستخدام هالته الدينية، ويا ليت شريعة مداري لم يخطئ ولم يترك الخميني حتى ينتصر في ثورته، لكنا الآن قد ارتحنا من كل هذا البلاء الذي يفتك بالمنطقة.

يُعتبر نمر مهووس حرائق صغير إذا قارناه بالخميني الذي يعتبر مهووس حرائق عالمي، ولمعرفة حقيقية القيادي نمر يكفي ان تستمع لبعض كلماته، وان كنت لا تفهم ما يقول انظر إلى ملامح وجهه، وعلى الرغم من أن لسانه لا يفتأ يذكر الحسين رضي الله عنه إلا إنه يذكّرنا وفي كل لحظة برأس بوتين الروسي الشيطان في عباءة راهب.

إن كان من الظلم إعدام السعودية لهذا المهووس، فهل السعودية هي الدولة الوحيدة التي تعتبر ظالمة في المنطقة؟ بالتأكيد لا، فإيران ومنذ زمن بعيد تعامل أهل السنة معاملة أخرى، فكما قال مندريس: يوجد رداءان الأول للاحتفال والآخر للإعدام، لكن إيران الشيعية لم تعترف إلا برداء واحد لأهل السنة؛ وهو رداء الإعدام. فهم لا يرون في مصير أهل السنة إلا كما فعلوا لعثمان رضي الله عنه، فعلماء أهل السنة لا مصير لهم في دينهم إلا القتل، فقتلوا أحمد مفتي زادة وناصر صبحاني كما وأعدموا صدام حسين في يوم عيد الأضحى. في المقابل ترى وسائل إعلام مثل بي بي سي بان الخميني شيعي معتل مثلما رأت من قبل عبد الله أوجلان معارض معتدل، فهم لا يتضررون منهم بل ينتفعون!

عن الكاتب

مصطفى اوزجان

كاتب في صحيفة وحدات


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس