طه أوزهان - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

منذ فترة طويلة وسياسة تركيا الخارجية تنتقد ويدعون أن سياستها الخارجية قد انزاحت عن محورها واليوم استبدلوا هذا الادعاء بادعاء آخر "العزلة".

بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر فإن التحليلات والخلافات بشأن تغيير السياسة الخارجية التركية لم تكن هدفهم  فقط بل كان هدفهم إدانة تركيا.

ملخص الأمر أنهم  بهذه التحليلات والخلافات يخفون حقيقة ما يضمرون من خرافاتهم بخصوص "الإسلام فوبيا" وخاصة بين عامين 2006 و2010.

الجدير بالأمر أن هذه التحليلات والخلافات تجاه سياسة تركيا تجلت بعد أحداث 11 أيلول وأخذت مسارا مهما لبعض الأطراف، فهذه أمريكا وبعد هذه الأحداث أعلنت بشكل رسمي بأن منطقتها أصبحت غير آمنة حتى أن أوروبا عاشت فترة من الآزمات الاقتصادية، بالإضافة لظهور أيديولوجيا النيوليبرالية في التسعينات والتي نتج عنها ظهور اليمينيين واليساريين وسياسية القطب الواحد.

بعد أحداث مصر الدموية وانقلاب العسكر عام 2013، حصلت تركيا على حصتها من التحليلات السياسية التي تفضي بأن ما حدث في مصر هو دليل على الخوف من الإسلام، وأثبتت للعالم أن العلاقات العالمية والإقليمية ضعفت وأن زمن  الأزمات الاقتصادية قد بدأ، وظهرت فكرة أن على كل بلد أن يحل مشاكله بنفسه.

في تلك الفترة كانت سياسات بعض الدول مثل أمريكا تتصف بالمترددة، وأوروبا بغير الفعالة، وروسيا بغير المنتظمة، والصين لا سياسة واضحة لها، وبشكل خاص عام 2004 حيث كانت هناك أزمة طاقة تحولت في ما بعد إلى أزمة اقتصادية، كل هذا يدل على أن كل واحدة من الدول المذكورة كانت تعمل لوحدها.

لطالما كان المستشرقون يفسرون أزمات هذه الدول على أهوائهم ويبحثون عن الحجج لتعليلها لكن عندما يصبح الحديث عن أزمة تركيا يبدأ الاستهزاء، غير أن إعلاميينا يستغلون هذه الفرصة ويسلطون الضوء أكثر على موضوع العزلة السياسية.

في هذا العصر ومع هذه التأرجحات السياسية في المنطقة كانت تركيا كانت قريبة من جيرانها، لكنهم كانوا ينقلون صورة خاطئة لأنقرة وهذه هي نيتهم.

نجد في المقابل أن كل الدول متحدة مع بعضها البعض وتركيا تبحث لنفسها عن حلول لتخرج ممّا يسمى "العزلة"، وهي تبحث على قدم وساق عن حلول وبدائل عن روسيا من أجل مشكلة مصادر الطاقة.

وفي النهاية يمكننا القول إن مشكلة الطاقة لتركيا ليست في العزلة كما يقال، بل هي "الاختلاف" وهذا ما يُزعجهم.