ماركار إسيان – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

في 25-29 من الشهر الماضي أقيم اجتماع البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ وكنا من المشاركين في فعالياته. وكان من فعاليات هذا الاجتماع رفع الحظر عن الشنغن لمليون مهاجر إلى أوروبا، إلا أن ذلك أُجّل 3 أشهر بسب هجمات باريس. ومع الضغوطات التي تعيشها الدول الأوروبية بسبب أزمة اللاجئين قامت تركيا بتذكيرهم بمدى ثقل الحمل الذي كلفت به تجاه 2 مليون لاجئ؛ الأمر الذي أثار ميركل وهولاند. تعلم كل أوروبا وعلى رأسها ألمانيا بأن أزمة اللاجئين لن تنتهي بمسألة الشنغن، بل يجب عليها تقديم الدعم المناسب لتركيا من أجل حلها.

شاركتُ وقدمتُ محاضرة واسعة في الشأن السوري في اجتماع ALDE كعضو جديد في AKPM، وكنت ممتنا جدا مما رأيته وسمعته في تلك اللحظات، حيث ظهر جليا التقدير الكبير الذي يكنه الكل للتضحيات التركية في أزمة اللاجئين بشكل خاص والأزمة السورية بشكل عام، فقد ثمن أعضاء ورؤساء المؤتمر الجهود التركية بعدما كانوا قد زاروا المخيمات في منتصف العام الماضي.

تحدثتُ في الاجتماع عن أكبر مشكلتين نوجهما في القرن الواحد والعشرين وهما: مشكلة الهجرات الكبيرة والمستمرة، ومشكلة الإرهاب المتعاظم الذي لم يعد يقتصر عل التنظيمات بل بات يضم بين جنباته بعض الدول الإرهابية. وقلت إن حل مشكلة اللاجئين لا يكون باستيعاب تركيا لهم، بل يكون بحل مشكلة الإرهاب الذي يقوم به نظام الأسد، ويكون ذلك بوقف الحروب الداخلية الدموية الطاحنة التي تجري في سوريا والعراق، ومن ثم إعادة تأهيلهما بشكل صحيح.

يجب على الغرب أن يغيّر أخلاقه وسلوكياته تجاه الدول الشرق أوسطية، فعليه إيقاف أساليبه الملتوية التي تقوم بتلبيس النقائص في الإسلام من أجل تبرير ما يفعله، بينما نعلم نحن وهم جيدا أن المشكلة لا تكمن فيما يُثيرونه، بل هي في دعمهم المستمر للظلمة المتجبرين كما فعلوا في انقلاب مصر حينما دعموا السيسي، لتكون بهذا أياديهم ملطخة بدماء الضحايا المصريين. فأفعالهم وسياساتهم الخاطئة كانت السبب في بروز تنظيم القاعدة وطالبان عندما قامت أمريكا والغرب بدعم المجاهدين في أفغانستان بالمال والسلاح من أجل هزيمة وإسقاط الاتحاد السوفيتي.

تستمر الأزمة الأخلاقية عند الغرب في سياساتهم المتبعة مع اللاجئين الجدد ومع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تقوم أمريكا بدعمه، فكما كانت أمريكا هي السبب في وجود بن لادن من قبل، فإنه وكما يبدوا ستكون أيضا السبب في وجود إرهابيي حزب العمال الكردستاني من جديد. فلقد تحالفت الولايات المتحدة الأمريكية في السابق مع الشيطان الأصغر عندما قبل كارتر بزبغنوي بريجنيسكي في ثمانينيات القرن الماضي من أجل إسقاط الشيطان الأكبر الاتحاد السوفيتي بخطة استراتيجية حسب ما يعتقدون، فهل ما زالت تلك العقلية القديمة هي ما تحرك أوباما هذه الأيام؟ وإن كانت هنالك حكمة فيما يفعلون فما هي؟ ولأن هذه الأسئلة مرتبطة وبشكل مباشر بالمستقبل التركي يجب علينا أن نجد ونجتهد من أجل أن نعرف الجواب الصحيح لها.

عن الكاتب

ماركار إسيان

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس