ترك برس

قال مساعد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي للشؤون الخارجية السابق، الأكاديمي "عيران ليرمان"، إن "اختلال التوازن العسكري في حلب لصالح النظام، يؤثر على مصالح تركيا الإستراتيجية في هذه المنطقة، بعد تمكن القوات الكردية من توجيه ضربات قاسية لتنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما قد يعني فرض سيطرة كردية شبه كاملة على طول الحدود التركية السورية، وهذه القوات الكردية على تواصل دائم مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا".

ولفت ليرمان إلى أن تركيا عليها مسؤوليات تجاه الأقلية التركمانية في شمال سوريا، التي غدت هدفا مفضلا للغارات الروسية المكثفة في الآونة الأخيرة، لأن الروس يتهمونهم بقتل الطيار الروسي الذي سقطت طائرته في مناطقهم قبل أشهر، مما يرفع احتمالات دخول تركيا عسكريا لهذه المنطقة التي تحظى بأهمية إستراتيجية كبيرة لدى أنقرة، بحسب تقرير للجزيرة نت.

وأضاف عيران ليرمان المحاضر في مركز "دراسات الشرق الأوسط والإسلام" بالمركز الأكاديمي الإسرائيلي (شاليم) في صحيفة إسرائيل اليوم، أن هذه النجاحات لم تؤد فقط لتهاوي اتفاق جنيف بل والحيلولة دون تمكن تركيا من توفير المساعدة والدعم للمعارضة المسلحة، مما يعني إمكانية فقدان تركيا تأثيرها على هذه المنطقة الحيوية، وزيادة احتمالات التدخل العسكري التركي في سوريا.

وتابع قائلا إن كل ذلك يعني أن القيادة السياسية في تركيا تجد نفسها تقترب أكثر فأكثر من مرحلة حسم خياراتها، وتواجه في سبيلها صعوبات عديدة، فالجيش التركي الذي عمل الرئيس رجب طيب أردوغان -بحسب ليرمان- على الإطاحة بعدد من كبار ضباطه، وإبعادهم عن مواقع التأثير في السياسية الداخلية، لا يبدو أنه متسق مع ما تريده القيادة السياسية، كما أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يتعاظم يوما بعد يوم، رغم أن أهدافه ما زالت حتى اللحظة محدودة، لكنه تحد كبير يعترض التدخل العسكري التركي.

وأوضح أن هناك تحديا جديدا يواجه التدخل العسكري التركي، يتمثل بالتوتر المتزايد بين أنقرة وواشنطن، إذ انتقد جو بايدن نائب الرئيس الأميركي مؤخرا تعامل أنقرة مع الصحفيين والمعارضين، في حين طالب أردوغان واشنطن بالاختيار بين بلاده والأكراد، عقب زيارة مبعوث الرئيس الأميركي لسوريا بيرت ماكريغ، لكوباني.

وختم ليرمان بطرح السؤال هل يسعى أردوغان لمزيد من الإشكاليات السياسية والعسكرية التي يخوضها في عدة جبهات، بما في ذلك مواصلة دعمه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما يعمق أزمته مع الغرب؟ أم أنه "يعيد بلاده لموقعها المهم في حلف شمال الأطلسي، ويسعى لطرق عمل تحفظ له التنسيق مع الإدارة الأميركية، مما يتطلب منه تقديم تنازلات لإيجاد صيغة مناسبة للموضوع الكردي، حيث يقود الأكراد دورا رياديا في الحرب على تنظيم الدولة، مما قد يؤدي لمزيد من الاستقرار في شرق البحر المتوسط".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!