حسين ليك اوغلو – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

أعلنت تركيا وبالفم المليان أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو تنظيم إرهابي مثله مثل حزب العمال الكردستاني التنظيم الأم، لكن في المقابل ورغم كل الاعتراضات التركية أصرت أمريكا بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس حزبًا إرهابيًا واستمرت في تزويده بالأسلحة والدعم اللوجستي باسم "الحرب على داعش"، وبتنا في الأيام الماضية نرى هذه الأسلحة وهي تخرج من مخازنها في جيزرة وسور! فهل حصل حقا معركة بين حزب الاتحاد الديمقراطي وداعش؟ نعم حصلت معركة بين الطرفين في كوباني، وكانت تركيا أيضا من المشاركين في تنظيف كوباني من تنظيم داعش، حيث أوصلت البيشمركة إلى كوباني عبر أراضيها ودعمتهم لوجستيا، لكن في المقابل استغل حزب الاتحاد الديمقراطي أحداث الحرب وقام بمجازره وجرائمه العرقي، فقتل وطرد 200 ألف من العرب والتركمان والأكراد المعارضين له ولم يسمح لهم بالعودة إلى المدينة حتى الآن، وما زالت تركيا تستضيفهم عندها.

وفي موقعة أخرى نرى حرب أخرى تدور بين داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي في دير الزور، فكيف هي هذه الحرب؟ وما هي الخدعة التي تُغطيها؟ ينقسم الجيش التركي إلى قسمين أحدهم هو الجيش الأحمر والآخر هو الجيش الأزرق، ولكنهم في النهاية يبقون جيشا واحدا يخدم السيادة التركية، وهذا بالضبط ما عليه حال داعش الذي هو جيش بشار الأحمر وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي هو الجيش الأزرق عند بشار، لكن ومن أجل إذكاء الحرب في سبيل القضاء على معارضة الأسد يُمثل الجيشان بأنهم يقاتلون وهم لا يفعلون ذلك في الحقيقة.

بعد سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على تل أبيض وانسحاب داعش منها لم يستطع ممارسة تطهيره العرقي بسبب نسبة العرب والتركمان والمعارضين الأكراد الكبيرة والتي تصل إلى 98%، فلجأ إلى أساليبه الوحشية والخبيثة الأخرى، حيث استخدم الطيران الأمريكي لقصف منازل معارضيه على أنهم أهداف لداعش وما هم بأهداف لداعش. أليس هذا تطهيرا عرقيا؟ هل يختلف ما تفعله هذه المليشيات عما يقوم به داعش؟ لماذا إذا الكيل بمكيالين؟

عندما ضربت الطائرات التركية بعض الأهداف التي تخص حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة اعزاز طاروا بالخبر وكأن القيامة قد قامت، ثم بدؤوا يثيرون نعراتهم القديمة وقالوا إن تركيا تعادي الأكراد، إذا كان كلامكم صحيحا فلماذا لم تقصف تركيا كانتوناتكم التي تسيطرون عليها؟ وما الذي تفعلونه أصلا في اعزاز؟ هل قصفت روسيا مساجدكم فأتيتم لتصلوا الجمعة في المدينة؟ لا لم يكن كذلك، إنما هي اطماعكم التي لا تزال تكبر يوما بعد يوم، فأصبحتم تطمعون في المدينة وأتيتم لتأخذوها، فماذا تفعلون هنا؟ ألم تامركم أمريكا بترك هذه الأطماع؟

يقولون إن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس تنظيمًا إرهابيًا! فلنترك كل علاقات وصلات هذا الحزب بحزب العمال الكردستاني ونسأل عن تلك الصورة المعلقة خلف مكتبهم في موسكو، ألم تظهر تلك الصورة أطماع الحزب الإمبريالية بالسيطرة على مناطق سورية وتركية حتى البحر الأبيض المتوسط؟ هل كل من يعيش في تلك المناطق أكراد؟ لا. إن من يعيش في هذه الأرض الواسعة أغلبهم عرب وتركمان، ويريد هذا الحزب الإرهابي بفكره الإمبريالي أن ينظف كل هذه المنطقة ممن سواه تنظيفا عرقيا، ثم يستولي على كل ممتلكاتهم. سواء أقالوا عنه إرهابيًا أم لم يقولوا، هل سنسمح بمثل هذه الأفكار الإمبريالية الإجرامية على حدودنا؟

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس