حسناء كلينج أرسلان -  ترك برس

يعد نجم الدين أربكان من أهم الشخصيات الإسلامية في تركيا. ويذكره الشعب التركي بصراعه مع العلمانيين والقوى الخارجية. بدأ أربكان بالظهور على الساحة السياسية في عام 1969. وأسس أربكان أول أحزابه "حزب النظام الوطني" تحت شعار "جاء الحق وزهق الباطل" عام 1970، لكن الحزب أغلق بعد سنة ونصف. واصل أربكان نشاطه السياسي في أحزاب مختلفة مثل "حزب السلامة الوطني" الذي أغلق من قبل المحكمة الدستورية في عام 1981، وحزبه الثالث "حزب الرفاه" الذي أغلق كذلك. وفي هذه الفترة عاش أربكان صعوبات كثيرة، لكنه بالرغم من ذلك واصل نشاطه السياسي بالعمل لمصلحة وطنه والعالم الإسلامي.

نجم الدين أربكان وتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم

في الانتخابات التي أجريت بعام 1995 حل حزب الرفاه بزعامة نجم الدين أربكان في المرتبة الأولى، وكان هذا الحزب يمثل الإسلاميين في تركيا. وفي الانتخابات التي أجريت عام 1996 حل حزب الرفاه في المرتبة الأولى مرة ثانية ولكن هذا لم يكن كافيا لتولى السلطة وحدها، ولذا قام أربكان بتشكيل الحكومة الائتلافية مع حزب الطريق القويم بزعامة تانسو جلر.

كيف بدأت فترة 28 شباط في تركيا؟

بعد تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم وقبل الانقلاب العسكري وقعت أحداث الهامة في تركيا. خلال فترة ما بين 2-7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1996 قام نجم الدين أربكان بزيارة رسمية إلى مصر وليبيا ونيجيريا. وفي ليبيا التقى أربكان الرئيس السابق معمر قذافي في قصره وانتقد الإعلام التركي المعارض هذا بشدة.

- في 6 تشرين الأول من عام 1996 شارك أنصار طريقة "أجيز مندي"، وهي جماعة دينية متطرفة أظهرت عداءها للعلمانية وأتاتورك، في مظاهرة تطالب بالشرعية في تركيا في جامع كوجا تبة بأنقرة.

- و في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر اعتُقِل رئيس بلدية ولاية قيصري "شكرو كاراتبة" بسبب كلامه ضد العلمانية في تركيا الذي ألقاه خلال اجتماع حزب الرفاه، وسجن لسنة كاملة.

- وفي 11 كانون الثاني/ يناير من عام 1997 نظم رئيس الوزراء آنذاك نجم الدين أربكان حفل إفطار للشيوخ وزعماء الجماعات الدينية المختلفة في مقر الرئاسة في أنقرة. وبعدها بدأت المناقشات عن العلمانية والشريعة في البلاد.

- وفي 30 كانون الثاني من عام 1997 نظمت بلدية سينجان بأنقرة برئاسة "بكير يلدز" مسيرة في يوم القدس العالمي للتضامن مع أخوانهم أهل فلسطين وشاركها السفير الإيراني "علي رضاء بحيري". ونتيجة لذلك اعتقل وسجن بكر يلدز، وجرح مراسل جريدة "ستار".

- وخرجت النساء في أنقرة إلى الشوارع ضد تطبيق نظام الشرعية. وكانت الأخبار تتكلم كل يوم عن سيناريوهات الخوف المُحتملة، هذا الخوف كان ممّا سمّي "الرجعية". وقال قائد القوات البحرية التركية الأميرال "غووان أركايا" إن "الرجعية أخطر من الإرهاب".

اجتماع مجلس الأمن القومي التاريخي

في 28 شباط 1997، وبعد أطول اجتماع تاريخي لمجلس الأمن حتى تلك اللحظة استغرق تسع ساعات ازدادت الضغوطات على نجم الدين أربكان. وبُلّغت الحكومة بقرارات الاجتماع وطلب تطبيق مبادئ العلمانية، وتفتيش المدارس الدينية التابعة للجماعات المختلفة، وفرض التعليم الإلزامي لمدة 8 سنوات.

بعد الانقلاب العسكري

- اضطر نجم الدين أربكان إلى توقيع قرارات مجلس الأمن القومي، لكنه بعد ذلك أكد أنه لم يوقع على القرارات كلها لكنه وقع على قرارات مبدئية.

- في 21 أيار/ مايو 1997 رفع النائب العام "فوران ساواش" قضية لإغلاق حزب الرفاه بذريعة أنه يعيد البلاد إلى الحرب الداخلية. وابتعد الأكاديميون والضباط والإداريون عن عملهم.

وأغلقت مدارس الأئمة والخطباء، وحظر دخول المحجبات إلى الجامعات بحجابهن.

- في 10 حزيران حظرت رئاسة الأركان شركات بتهمة أنها تدعم الشريعة.

- وفي 18 حزيران استقال نجم الدين أربكان من منصب رئاسة الوزراء، وأكد أن سبب استقالته أنه يجب أن يترك رئاسة الوزراء لـ"تانسو جلر".

عن الكاتب

حسناء جوخدار

صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس