ترك برس

أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقريرها الصادر للعام 2015، أن تركيا توفر أفضل فرص التعليم للأطفال السوريين اللاجئين، مشيرةً إلى أنه على الرغم من وجود ما يقارب 400 ألف طفل سوري لا يذهب إلى المدرسة في تركيا، إلا أن الأخيرة توفر فرصًا عديدة لهم، للالتحاق في مدارسها وإكمال دراستهم.

وأوضحت المنظمة أن بعض الأطفال السوريين اللاجئين في تركيا، لم يلتحقوا في صفوف الدراسة، لأسباب عائلية واقتصادية، وأن بعض العائلات لا ترسل أطفالها إلى المدارس بحجة عدم إتقانهم اللغة التركية، والبعض الآخر يرسل أطفاله إلى العمال أو التسول، مؤكدةً أن الحكومة التركية لا تمنع التحاق أي طفل بمدارسها، كما أنها لا تمنع إقامة أي مدرسة سورية فوق أراضيها، بل توفر الدعم للجهات السورية التي ترغب في إقامة مدارس في تركيا، وتعمل على توفير دعم مادي للطلاب السوريين المداومين في مدارسها الحكومية.

وبهذا الصدد، يوضح المحلل الاجتماعي "سعيد غورسوي" أنه على الرغم من حجم الخدمات الهائلة التي قدمتها تركيا إلى اللاجئين السوريين، إلا أن بعض وسائل الإعلام المحسوبة على الجهات المعارضة للتقدم التركي السياسي والإعلامي، تنشر مواد إعلامية تظهر تركيا على أنها غير مهتمة باللاجئين السوريين إطلاقًا، بل تستخدمهم كوسيلة لجمع الدعم المادي ومساومة الاتحاد الأوروبي في مسألة إحياء مفاوضات الانضمام إليها، مبينًا أن هذه الإدعاءات واضح بطلانه وضوح الشمس في ضحاها، فعند إجراء مقارنة دقيقة لوضع اللاجئين السوريين في تركيا وفي الدول الأخرى التي استقبلتهم يتضح مدى حرص تركيا على حسن استقبالهم.

ويشير غورسوي في مقاله بصحيفة صباح على ان تركيا التي استضافت مليونين و800 ألف لاجئ سوري، كان بوسعها إغلاق الحدود في وجه اللاجئين السوريين وإعلان تعليق سياسة "الباب المفتوح"، غداة الانفجارات الإرهابية التي أصابتها هنا وهناك، والتي شارك في تنفيذها أحد المواطنين السوريين، ولكنها آثرت إبقاء الحدود مفتوحة، واكتفت بالنظر إلى مشاركة سوري في تفجير إرهابي على أنه حدث عارض لا يمثل اللاجئين السوريين الآخرين.

وقد ناقشت دراسة أكاديمية لجامعة "باهتشة شهير" التركية، بعنوان "الأطفال السوريون وعوائلهم"، في عام 2014 الوضع التعليمي والاجتماعي والاقتصادي للاجئين السوريين في تركيا، وأظهرت أن الأطفال السوريين يحظون بعدة فرص لإكمال تعليمهم في تركيا، وذلك من خلال:

ـ المدارس الخاصة التي أنشأها سوريون، ودعمتها الحكومة التركية من خلال تسهيل عملية استخراج أوراقها القانونية ومدها ببعض الأثاث.

ـ المدارس التي أنشأتها مؤسسات المجتمع المدني التركية والسورية بشكل تعاوني، حيث تدرس هذه المدارس باللغتين العربية والتركية، ويمكن للأطفال السوريين الحصول على فرصة التعلم في أحد فصولها.

ـ المدارس الملحقة بالمخيمات، والتي أنشأتها المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف".

وبيّن أحد مُعدي الدراسة البروفسور الدكتور "أنور يوجال"، في المؤتمر الذي عقده معهد السياسات العالمية الأمريكي، الأسبوع الماضي، تحت عنوان "اللاجئين السوريين؛ اليوم والغد"، أن تركيا، خلال عام 2015 فقط، أنفقت 3 مليون دولار، لتوفير فرص تعليم أفضل للأطفال السوريين، منوّهًا إلى أن تركيا خصصت 150 معلم لتعليم السوريين، صغارًا وكبارًا، اللغة التركية، كما أنها بصدد تخصيص بعض مدارسها المتواجدة في المدن الحدودية القريبة على سورية، وغير المستخدمة من قبل الطلاب الأتراك، للاجئين السوريين، للاستفادة منها في تحصيل فرص إكمال تعليمهم.

وأكد يوجال أن تركيا ستخصص قسمًا ملموسًا من الدعم المادي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي إليها، في مجال خدمات التعليم الخاصة باللاجئين السوريين.

ومن الجدير بالإشارة أن تركيا افتتحت، منذ بدء الأزمة السورية، عدة أقسام في جامعة "غازي عنتاب"، باللغة العربية، لكي يتسنى لطلاب الجامعات السوريين إكمال تعليمهم باللغة العربية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!