
جلال سلمي - خاص ترك برس
قال الخبير السياسي "جوناري جيفا أوغلو" إن معاناة تركيا من بعض العناصر "غير الوطنية" الفاعلة في الجبهة الداخلية، تفوق معاناتها من العناصر الخارجية، مبينًا أن التعرف على العناصر الداخلية والقضاء عليها يُعد أصعب بكثير من المجابهة السياسية والعسكرية التي تُجريها أي دولة مع الدول الأخرى على الساحة الدولية.
جاء ذلك في مقاله بصحيفة ملييت "اللعبة الكبيرة وديار بكر"، حيث أشار جيفا أوغلو إلى أن حزب العمال الكردستاني العسكري وجبهة التحرير الثورية الشيوعية وصقور كردستان الحرة وغيرها من التنظيمات العسكرية الإرهابية، يمكن لتركيا القضاء عليها من خلال تعقبها ومتابعة أنشطة عناصرها المشتبه بهم. لكنه تساءل كيف يمكن لتركيا القضاء على أنشطة حزب الشعوب الديمقراطي السياسية "غير الوطنية" في ظل ادعاء قادته أنهم يمارسون حقهم الديمقراطي في التحرك والتظاهر، ويستمدون القوة دائمًا من مطالبة الاتحاد الأوروبي تركيا بإفساح مجال أكبر للحقوق والحريات لممارسة الأنشطة التي لا يمكن وصفها بالوطنية.
وأوضح جيفا أوغلو أن أكثر الأمثلة النموذجية على المواقف غير الوطنية لحزب الشعوب الديمقراطي، قيام زعيمه المشارك صلاح الدين دميرطاش بزيارة روسيا في الوقت الذي تشهد علاقات تركيا معها أزمة حادة، وهذا لا يُعد موقفًا وطنيًا من زعيم أحد أحزاب البرلمان التركي، كما تمادى دميرطاش في موقفه غير الوطني من خلال طرحه التوسط بين تركيا وروسيا لرأب الصدع الذي ظهر بينهما، عقب إسقاط تركيا للطائرة الروسية التي اخترقت أجواءها. أما الزعيمة المشاركة الأخرى للحزب فيجان يوكسك داغ، فقد أعلنت أن حزب الشعوب الديمقراطي يسند ظهره على قوة حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" الكردي السوري، في رسالة تهديدية واضحة للحكومة التركية التي تعد حزب الاتحاد الديمقراطي حزبًا إرهابيًا يُشكل خطرًا استراتيجيًا على المصالح التركية.
وأضاف جيفا أوغلو أن حزب الشعوب الديمقراطي يضر بشكل كبير بمصالح تركيا السياسية والاجتماعية، حيث إلى جانب هذه المواقف البائنة، يستغل بعض نواب الحزب حصانتهم البرلمانية لمساعدة عناصر حزب العمال الكردستاني ماديًا ولوجستيًا، وذلك من خلال قيامهم بنقل هذه المساعدة بسياراتهم التي لا تفتشها قوات الأمن، وقد توصلت الاستخبارات التركية إلى قرائن ملموسة تؤكد ضلوع عددٍ من نواب حزب الشعوب الديمقراطي بإمداد عناصر حزب العمال الكردستاني بمعدات مادية وعسكرية، كما لا يمكن إغفال الغطاء السياسي الذي يوفره حزب الشعوب الديمقراطي للمنظمات الكردية الإرهابية، حيث يستخدم نواب الحزب منبر البرلمان لدعم التحركات الخاصة بحزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي، وذلك من خلال نشر بعض الدعايات السياسية التي تدغدغ عواطف المواطنين الأكراد وغيرهم في تركيا، والتي تظهر الحزبين المذكورين على أنهما أحزاب ثورية تسعى لنيل حريتها.
ومن جانبه، أفاد الباحث السياسي "إبراهيم كاراغول"، في إطار حديثه عن المظاهرات التي دعا إليها دميرطاش البارحة، بأن حزب الشعوب الديمقراطي يُشكل خطرًا على تركيا أكثر من المنظمات الإرهابية، إذ يمارس هذا الحزب نشاطاته المضادة لمصالح تركيا والداعمة لمصالح دول أجنبية، مرتديًا عباءة السياسة والحصانة البرلمانية، منوّهًا إلى ضرورة اتخاذ تركيا إجراءات قانونية صارمة وممكنة لإيقاف عملية إساءة استخدام السياسة والحصانة البرلمانية من قبل حزب الشعوب الديمقراطي ونوابه البرلمانيين.
وبيّن كاراغول، في مقاله بصحيفة يني شفق "صلاح الدين دميرطاش يشكل خطر جسيم على تركيا"، أنه في ظل إبداء الحكومة التركية جهودًا مضنيةً لاستتباب الأمن ومنع أي تدهور أمني محتمل على صعيد الجبهة الداخلية، ويتساءل كاراغول هل تُعد إثارة الفتنة في هذه الفترة التي تبذل فيها الحكومة التركية جهودًا لحماية الجبهة الداخلية حقًا سياسيًا ديمقراطيًا، ألا يُصنف هذا الحراك الذي دعا إليه دميرطاش في الوقت الذي تواجه فيه تركيا بعض الدول في سورية على وجه الخصوص، على أنه حراك يخدم الجهات الأجنبية المتربصة بتركيا؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!