محمود أوفور - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تكشفت حقيقة أهداف الهجمات الإرهابية ضد تركيا مرة أخرى وذلك بعد التفجير الإرهابي الثالث الذي حدث في أنقرة، وتعتمد هذه الضربة الثالثة سياسة ضرب المدنيين، والهدف من سياسة ضرب المدنيين هو إحلال حالة الفوضى والذعر بين الناس ودفعهم للانقلاب على حكومتهم.

يستخدمون سياسة الهجمات الإرهابية ليعوضوا ما خسروه في صناديق الاقتراع، ومنذ عدة سنوات وهم يحاولون تشكيل قاعدة لهذه السياسة، فقد بدأت مجموعة "أيدنلار" بقول:

"حتى لو حصلتم على نسبة 50 في المئة من الأصوات فلن تستطيعوا إدارة البلاد".

"بدأت ديناميكية الانقلاب بالتشكل، في أي لحظة يمكن أن يحصل إنقلاب".

حتى وصل بهم الأمر إلى قول: "ألم تشتاقوا للجنرالات؟"، أي يقصدون حكم العسكر في الماضي.

التقت مجموعة أيدنلار، الكيان الموازي مع سفير أمريكا القديم على النقطة التالية "يجب على أردوغان أن يستقيل"، والتقى أيضًا داعش، وبي كي كي، واستخبارات الأسد وحزب جبهة التحرر الشعبي الثوري على نفس النقطة أيضا وما انفجار أنقرة إلا دليل على حقدهم بسبب مواقف أردوغان السياسية القوية المستمدة من إرادة الشعب، ولهذا السبب توالت الانفجارات في أنقرة.

لأنهم جربوا كل الطرق، واستفزوا الشعب لينزل إلى الشارع لكنهم لم يستطيعوا، حاولوا أن ينقلبوا أيضا ولم يفلحوا، حتى أنهم لم ينجحوا بجمع 14-15 حزبا في صف واحد، وتوقعوا أن يحصلوا على نتيجة في 7 حزيران/ يونيو ولم يفلحوا أيضًا، في النهاية اتبعوا أحقر وأقذر أسلوب ممكن.

ابتدؤوا بداعش في ديار بكر وتحديدا في مدينة سوروج، وفي كل تفجير كانوا يشيرون بأصابع الإتهام للدولة "دولة قاتلة"، وأيضا تأملوا بإثارة أزمة اقتصادية لكنهم لم يفلحوا أيضًا، وأخيرا كان تنظيم بي كي كي هو الرصاصة الأخيرة ليبدأ تحركه ويدمر ويحرق المدن التركية ظنًّا منهم أن هذا الأعمال سوف تجلب نتيجة، وعندما فهموا أن تلك الأعمال لن تجلب أي نتيجة استخدموا طرقًا بشعة كما قال رئيس الجمهورية طيب أردوغان: "يستخدمون طرقًا عديمة الأخلاق وعديمة الضمير ويضربون الناس".

هل من الممكن لهذه الفوضى وهذا الرعب وهذه السياسة القذرة أن تؤدي ذلك إلى حدوث انقلاب؟

هم يدركون عدم إمكانية حدوث ذلك، فتركيا ليست تركيا القديمة، حتى أنه لا توجد أرضية لحدوث انقلاب أبدا.

كتبت في فترة سابقة إنهم حاولوا إقناع الناس في المقاهي لينزلوا للشارع من أجل عمل قاعدة لانقلاب لكن نواياهم ستظل داخلهم وستمحى معهم وسيكونون من الماضي لأننا أصبحنا في عصر غياب الضمير، ولم يحصل في أي دولة في العالم بعد تفجير إرهابي عنيف أن يطالب الساسة بإقالة الحكومة.

لأن من ينتظر نتيجة سياسية من وراء دم الناس الأبرياء المقتولين فهو حقير بقدر الإرهاب.

كما حدث في أحداث 11 سبتمبر في أمريكا وأيضا كما حدث في تفجير فرنسا لم نسمع أن أحدا طالب باستقالة الحكومة أبدا لكن عندنا يمكن أن يحصل هذا بل يوجد عندنا من ينشر عناوين معادية للحكومة، دموعهم تنصب من أجل فرنسا لكن من أجل تركيا يقال "شماتة".

مهمتنا ليست سهلة أبدًا، وهذا الوضع لا يتحلحل باختلاف وجهات النظر السياسية.

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس