أفق أولوطاش – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بات الإرهاب في هذه الأيام معضلة وتحديًا عالمي يُحتم علينا تكثيف الجهود وتوحيدها في مواجهته، وهو ما يحصل حقيقة في مواجهة الإرهاب الحاصل في بعض الدول، لكنه يستثني في نفس الوقت إرهابًا من نفس الشكل والنوع حاصل في دول أخرى كتركيا، فبينما تتحد الدول في جهودها وإمكانياتها لتواجه الإرهاب في دول معينة، نرى دولًا أخرى كتركيا تواجهه بإمكانياتها الخاصة من غير دعم تلك الدول، بل على العكس من ذلك نرى تركيا وهي تحارب الإرهاب في الوقت الذي تدعمه بعض تلك الدول بدل أن تحاربه.

فمثلا نرى كيف تتعاون الدول مع الحملة الأمريكية التي أطلقتها وقالت إنها حملة ضد الإرهاب، ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية احتلت كلًا من أفغانستان والعراق باسم هذه الحملة إلا أننا ما زلنا نرى دولًا مثل إنجلترا تدعم أمريكا وتشارك تحت مظلتها في هذه الحملة، وقد تمكنت بريطانيا بمشاركتها المتمثلة بالتعاون الاستخباراتي أن تزيد من فوائدها وعوائدها الاقتصادية. وفي نفس السياق نرى أن دولًا أخرى دعمت أمريكا رغم أنها تُعد دولًا معادية للولايات المتحدة الأمريكية كسوريا، فإدارة الأسد قامت بتقديم معلومات استخبارية عن محمد عطا قائد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر لأجهزة المخابرات الأمريكية، كما شاركت بلجيكا في عملية القبض عليه وإرساله إلى سجن غوانتنامو.

في المقابل نرى صورة مغايرة تماما في التعامل مع الإرهاب عند الحديث عن إرهاب داعش وحزب العمال الكردستاني ضد تركيا، فنرى أن دولًا عالمية تدعم وتتحالف مع الإرهاب لضرب تركيا بدل الوقوف ضده بدعمهم لحزب العمال الكردستاني، ويأتي هذا الدعم لحاجتهم لتلك الأيادي الآثمة الملطخة بالدماء، كما ويأتي أيضا من شعورهم بالذنب الناتج عن تقسيم الأكراد وتفتيتهم بين الدول عندما قاموا برسم خارطة تقسيم سايكس بيكو. ولهذا نرى مشاهد مثل نشر حملات الدعاية الكاذبة المؤيدة لحزب العمال الكردستاني في بلجيكا، كما ونرى مسيرات تجوب لندن تندد بالحكومة التركية وتصفها بالقاتلة! ونرى أيضا كيف تدعم أمريكا حزب العمال الكردستاني باسم محاربة داعش وتحاول إخراجه من لوائح الإرهاب بإلصاق تلك الصفة به.

في مواجهة كل تلك الحملات والانحرافات يجب أن نضرب بيد من حديد المنظمة الإرهابية المتمثلة بالتنظيم الموازي الإرهابي الذي يخترق المؤسسات الحكومة ليتجسس ويدعم حزب العمال الكردستاني عندما تلوح له الفرص. لكننا يجب أن لا نغفل عما هو مهم في حربنا ضد الإرهاب، إذ يجب علينا وضع استراتيجيات ذكية في مواجهة المعلومات المسربة للجهات الإرهابية، كما ويجب أن نتخذ خطوات جادة وذكية في رص الصف الداخلي من أجل مواجهة قوية ورصينة للإرهاب. وفي بحثنا عن الاستراتيجيات الذكية في هذه الحرب يجب أن يكون الشعار هو حرب الدولة المُحبة للمواطن ضد العدو المُرهب له، ويجب أن نستخدم كل طاقتنا وقدراتنا التكنولوجية الذكية في محاصرة وتركيع هذا الوحش؛ وحتى نستطيع تقييمه بشكل سليم ومن ثم قطع أوصاله الداخلية وصلاته الخارجية.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس