جلال سلمي - خاص ترك برس

قال الخبير السياسي "نفزت جيجيك" إن حزب العمال الكردستاني يفترض في مخيلته أن تركيا تمر بأصعب التحديات الدولية التي تضعفها، وتفسح له المجال، لتحقيق مآربه الانفصالية، خاصة في ظل تدفق الدعم الدولي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري التابع له، وبالتالي تنعمه هو أيضًا بدعم دولي وفير.

وأفاد جيجيك، في مقاله بصحيفة ترك تايم "استراتيجية جديدة تُحيط بالغلاف العام لحزب العمال الكردستاني"، بأن حزب العمال الكردستاني وضع خطته الاستراتيجية للمرحلة الحالية عقب بدء عملية السلام، مشيرًا إلى أن حزب العمال الكردستاني لم يفكر يومًا بنزع سلاحه بشكل جاد، بل اتخذ من عملية السلام حقبة زمنية هامة لرفع مستوى مخزونه من السلاح والمهمات اللوجستية، وأخذ ينتظر ريثما تسمح له التطورات الدولية في الانقلاب على هذه العملية، وهذا ما بدا واضحا عقب انهيار عملية السلام في تموز/ يوليو العام الماضي.

وأشاد جيجيك بدور الحكومة التركية الذي وصفه بـ"الحكيم"، حيث حاولت بذل كافة جهودها لإتمام عملية السلام ولكن حزب العمال الكردستاني لم يقدر إرادتها وانقلب عليها، مشددًا على ضرورة الانتباه للخطة الاستراتيجية الجديدة التي حاكها حزب العمال الكردستاني خلال عملية السلام، ويريد اليوم تطبيقها لتحقيق الانفصال المزعوم، وتتمحور حول النقاط التالية:

ـ نقل الحرب إلى المدن؛ منذ تأسيس حزب العمال الكردستاني بشكل رسمي في مطلع عام 1984، وحربه نشطة في الجبال والقرى فقط، ولكن خلال فترة عملية السلام، رأى أن نقل هذه الحرب إلى داخل المدن وخاصة المدن الكُبرى سيكون له أثر أكبر على أهدافه، مستفيدًا من تجربة الحرب الجارية في سوريا.

ـ توحيد الجهود اليسارية في القضاء على "إمبريالية" الحكومة التركية؛ فحزب العمال الكردستاني يسير على المنهج الماركسي، ويستغل أفكار المنظمات الماركسية اليسارية الأخرى بمحاولته تصوير نفسه على أنه الممثل الرئيس لهم في حربهم ضد "الإمبريالية" و"الرأسمالية" اللتان تشكلان الإطار العام لتركيا، على حد زعمه، وقد أعلنت أكثر من 8 منظمات يسارية "تركية وكردية" انضمامها له في حربه "الثورية" ضد الحكومة التركية.

ـ استهداف المدنيين لإحداث صخب إعلامي وتأثير اجتماعي قويين يضغطان على الحكومة التركية بشكل أكبر، ويضطرها للقبول بأهداف حزب العمال الكردستاني "الانفصالية"، وحسب قادة حزب العمال الكردستاني هذه الخطوة سيكون لها تأثير قوي على الساحة.

ـ تحريض المدنيين المتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني على الانتفاض الدائم واختلاق الفوضى العارمة التي تُفسد على المواطنين الأتراك حياتهم. تم التقاط هذا الاقتراح في رسائل زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان لقادة حزب العمال الكردستاني الميدانيين.

ـ تشكيل مناطق عازلة في بعض مدن جنوب شرقي تركيا، وقد رأينا هذه الخطة مُطبقة في ناحية جيزرة التابعة لشرناق وناحية سور التابعة لديار بكر، وإضافة إلى هذه المناطق العازلة، يتم زرع خلايا نائمة في المدن الكُبرى مثل أنقرة وإسطنبول وغيرها.

ـ التغلغل في دوائر الحكومة واستغلالها لصالح تحركات الحزب، وقد ظهر ذلك جلّيًا في استخدام المستشفيات والبلديات المتواجدة في جنوب شرقي تركيا لصالح تحركات وعناصر الحزب.

وفي ختام مقاله المطول عن شرح الخطة الجديدة الخاصة بحزب العمال الكردستاني، أوضح جيجيك أن هذه التكتيكات ليست بالخفية وإنما واضحة وضوح الشمس ويعرفها القاصي والداني، لذا يتوجب على الحكومة محاربتها بشدة، والقضاء عليها، من خلال رفع مستوى مكافحة الإرهاب إلى أعلى المستويات، والمضي قدمًا نحو وضع كل مشبوه تحت دائرة التحقيقات بعيدًا عن موقعه ومنصبه، مشيرًا إلى أن الحكومة إن لم تقم بذلك فإن عناصر حزب العمال الكردستاني "ستتمادى في خططها المشؤومة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!