محمد بارلاص – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

وكأنه ضرب من الخيال يصعب على العقل تصديقه أو الإيمان به لكنها حقيقة... وكأنه لا وجود لدولة الجمهورية التركية التي جمعنا قدرنا بقدرها والتي راهنا بغدنا على مستقبلها سواء كان فرحا أو ترح. وكأننا نحيا في غرفة التجارة ونشهد فيها صراع الشركات التي تسعى للقضاء على  منافسيها في هذا الوطن... وكأن رئيس هذه الجمهورية كذلك رئيس المجلس التنفيذي لإحدى هذه الشركات المنافسة...

الحقيقة غائبة

وكأن بلدات ومدن هذه الدولة لم تتحول لساحة عمل ينشط فيها الإرهاب المحلي منه والخارجي... حتى أن أقرب حلفائنا الذين يرفعون شعار "إرهابيونا لطفاء" لم يحركوا ساكنا بشأن الهجمات الإرهابية التي تستهدف تركيا، فالولايات المتحدة الأمريكية التي جعلناها شريكة المصير منذ الحرب العالمية الثانية تتخذ القرارات مجهولة الأسباب والتي تؤول إلى الفشل بطريقة دفعت بالشرق الأوسط إلى دائرة الأزمة.

فالعراق مقسم ومجزء والموصل ثاني أكبر مدنه تم تسليمها لداعش. أما سوريا والتي تعاني من حرب داخلية لا تبدو لها نهاية ولا حد تسلمها الولايات المتحدة الأمريكية تسليم اليد للروس. بالنسبة للقضية الفلسطينية فالدعم الأمريكي بلا قيد ولا شرط لإسرائيل حول هذه البقعة من الأرض لرمز للتراجيديا والحزن.

كأنها شركة منافسة

بين ظهرانينا وممن يعيشون معنا فوق تراب هذا الوطن ويحملون جنسيته كذلك هناك جماعات تنتظر فشل رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بفارغ الصبر وكأنهم ينتظرون إفلاس شركة تجارية منافسة لهم. وكأن هذا لا يكفي نجد التنظيم الذي أُسس فوق التراب الامريكي يمطرنا زعمائه الذين اتخذوا من الولايات المتحدة مستقرا لهم باللعن ودعاء السوء، الحقيقة أن هؤلاء جميعهم لا يعنيهم من قريب أو بعيد ترجيح الشعب واختياره...

ألم تكن توقعات وآمال هذه الجماعات في اثناء متابعتها لزيارة رئيس الجمهورية التركية أردوغان للولايات المتحدة الأمريكية أن لا يلاقي الترحيب في زيارته تلك ؟

الدرس الذي لقنه أردوغان

لكن التطورات كانت عكس آمالهم... فالاهتمام والترحيب الذي حُظي به رئيس الجمهورية كان معاكس تماما لجميع توقعاتهم. على كل حال، لتفتح هذه الجماعات أجهزة التلفاز ولتشاهد قناة سي أن أن انترناشيونال (CNN International) وليشاهدوا وليستمعوا للخطاب والدرس الذي قدمه أردوغان لكريستيان أمانبور وليتثقفوا قليلا... اختصر البيان لكم أعزائي...

لا يعرفون معنى الجهاد

أردوغان الذين أوضح في هذا الخطاب أن الدول الاوروبية قد فشلت في مكافحة الإرهاب أوضح قائلا "إنهم لا يعرفون بعد ما معنى الجهاد" وتابع حديثه قائلا: "على بلجيكا وهولندا أن تعرفا بداية ما معنى الجهاد، لا بد لها من ذلك. هل هؤلاء محاربون ومقاتلون أم لا، فلا بلجيكا ولا هولندا فهمت هذا. نحن قد وجهنا النداء للدولة الأوروبية لنقاتل الإرهاب ونواجه الأعمال الإرهابية معا لكن الكثير من الدول الأوروبية لم تعر هذا النداء الاهتمام المناسب".

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس