رحيم إر – صحيفة تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس

ألقي القبض على مدير مصنع كيريكال للأسلحة (المعهد الوطني للكيمياء والميكانيكا) متلبسا في أثناء محاولته بيع تصاميم ومعلومات تصنيع بندقية المشاة (إم بي تي 76) المنتجة تركيًا ضمن برنامج تصنيع كلّف 22 مليون دولار، حاول بيعه لمصنع أسلحة أمريكي بمبلغ قدره مليون و200 ألف دولار.

لم تكن هذه الخيانة مادة للحديث لهذه الأيام فقط، بل لقرن كامل.

في البداية، تم تسريب الخبر بشكل مختلف قليلا. لقد تم تقديم هذا العرض إلى أحد الأتراك من قبل مصنع سلاح في أمريكا، ولأنه لم يستطع هضم هذا الموضوع، فقد قام بالتبليغ عن الموضوع. الوضع الآن مختلف قليلا. فقد أخضعت الاستخبارات هذا المدير للمراقبة منذ زمن طويل، وقامت بإيجاد وإقناع مصنع الأسلحة الأمريكي ليلعب دور المشتري.

بغض النظر عن أي شيء، ففي المحصلة، الأمر المفرح أن تفاصيل ومعلومات بندقية المشاة (إم بي تي 76) لم تُسرّب. وإلا لو نجح ذلك المصنع وهذا المدير المستأمن على هذه المعلومات، لكان ذلك بمثابة انهيار أخلاقي مروّع.

علقّت الدولة رئتها في عنق الأكراد، هذه حقيقة. كما أن تَلَفَ حياة الرجل كلما طعن في السن، حقيقة كذلك. تتفاوت الحقائق فيما بينها.

نحن ليس لنا وجود في أي حقل صناعي أو تكنولوجي أو أي اكتشاف في أي منها منذ زمن بعيد. في الأساس هناك ارتباط وثيق بين عدم وجودنا في أي محفل مؤثر على المستوى الدولي، وبين عدم وجودنا في أي مكان بعد الثورة الصناعية الكبرى.

لهذا السبب خسرنا الحرب التالية مباشرة. وفي الحال تراجع أي وجود ثقافي أو اجتماعي لنا.

هناك آثار عميقة من الجرح الغائر من جراء انسحاب الامبراطورية من ساحة التاريخ، ظهر أثر ذلك فيما جرى من غرائب من مثل "ثورة القبعات"، و"ثورة الحروف"، والإعجاب الأجنبي "المشبوه"، حتى في هذه الأيام، وظهور الإنجليزية في أسماء شركات الإنشاءات، وفي أسماء الأماكن والمحلات على طول طريق المحافظات.

إن رجال دولتنا، والذين يسعون إلى تحقيق نهضة كالنهضة الأوروبية، ويشقوا طريقنا نحو التقدم والازدهار، وتلافي ما فات من تأخر في النهوض، دفعوا أرواحهم ثمنًا لبعض المواقف، أو تعرضوا لانقلابات، أو تم تشويههم، أو سجنهم.

أمثال السلطان عزيز، السلطان حميد، عدنان مندريس، رئيس الوزراء أربكان، ورئيس الجمهورية أوزال.

في ظل ذلك، لم يكتف الغرب في مجال الصناعة بالصناعات الثقيلة، بل تحوّل نحو العلوم، والتكنولوجيا المتطورة، وعصر المعلوماتية، وعلوم الفضاء.

كما هو معروف، فقد تعرّض مهندسونا من أعضاء أصلصان أو الهيئة الوطنية للصناعات الكيميائية والإلكترونية لمجموعة من الحوادث المتتابعة، لقوا حتفهم على إثرها، بعضهم فقد حياته من جراء حادث طائرة، أو راحوا ضحية أعمال مجهولة الفاعل.

لقد فقدنا الكثير من العقول الشابة النابغة والمتألقة على هذا الطريق.

تنظيم الكيان الموازي كذلك، هو الأكثر شبهة في أن يكون خلف موجة انتحارات ضباط سلاح البحرية .

وعليه، لا شك في أنه سيتم النظر في تورط هذه الجهة في عملية تهريب المعلومات وأسرار تصنيع البندقية التركية.

لا يمكن النظر إلى المشكلة الحالية كمجرد تسريب معلومات، أو مجرد تجسس تكنولوجي، بل ينبغي فكفكة العقدة.

عند العودة إلى فاجعة الخيانة في ثورة صناعة السيارات، نجد أنها أفقدتنا 50 عاما في هذ المجال، نحن نسعى إلى تصنيع سيارة محلية من جديد.

كما أن تحركات السلطان عبد العزيز، والسلطان عبد الحميد، ورئيس الوزراء مندريس، والرئيس أوزال، ورئيس الوزراء أربكان في مجال الصناعة، وتكنولوجيا المعلومات، والتنمية الصناعية، يتم العمل عليها بهدوء تام منذ 10 سنوات.

هذه الدولة، لم تبدأ في القرن الحادي والعشرين بشق الطرق، وبناء الجسور والمشافي، بل إنها بإرادة وفضل الرئيس أردوغان وصلت الامتداد التاريخي للحس الوطني، بتنا نصنع أو نعمل على صناعة الدبابة الوطنية، القذائف والبنادق.

إن جنودنا وشرطتنا، وقواتنا الحربية، تسطّر الملاحم ضد الإرهابيين، لأننا نصنع سلاحنا، وطائراتنا بدون طيار، ودباباتنا محليا، ولأن خزينتنا ممتلئة، وبفضل قوة اقتصادنا.

هذه الجهود والخطط ومشاريع سرقة المعلومات والأسرار التصنيعية والسيطرة عليها، تفقدنا 50 أو 150 سنة أخرى.

الويل والعار لكل من يفرّط في مستقبل بلاده! العار لكل من يتنازل إلى حد بيع بلده ووطنه.

عن الكاتب

رحيم إر

كاتب في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس