إمره أكوز - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

خبر هام، وهو قصف الطائرات الأمريكية لمدينة كوباني التي احتلتها قوات داعش. لكن ربما سيُقال ما هو الهام في الموضوع؟ ألن تقصف أمريكا وحلفاؤها كل منطقة يتواجد فيها داعش؟ ولنتذكر هنا أن الحرب هي أداة من أدوات السياسة.

بكل تأكيد سياسة القصف تتبع نهجا معينا، من تقصف؟ ومتى تقصف؟ وكم ستقصف؟ ومن لن يشمله القصف؟

لن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها القيام بقصف كل المنطقة الواسعة جدا التي يسيطر عليها داعش، لهذا فإن عمليات القصف ستكون وفق أولويات محددة. الضربات الجوية الأولى ضد داعش لم تكن ضد مدينة كوباني التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" بعدما طرد منها الأكراد، وهذا الأمر اغضب الأكراد بصورة كبيرة.

ربما سيكون هناك ضحايا من الشعب الكردي، من النساء والأطفال والشيوخ، لكن هذا لن يعني تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن سياستهم تجاه الأكراد.

النقاط الأساسية للسياسة الأمريكية المتعلقة بملف الأكراد ذكّرنا بها الجنرال المتقاعد "إدب باشار" حينما قال بهذا الصدد :"الولايات المتحدة الأمريكية وبما تشكله من قوة عظمى، تحدد أولا السياسة الرئيسة التي تريد تطبيقها، ولتطبيق هذه السياسة تجمع جزيئاتها وتضعها بجانب بعضها البعض حتى تصل للهدف المنشود" وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتراجع عن مشروعها بتكوين "كردستان العظمى".

وما يدعم هذا الفكر هو أن الولايات المتحدة الأمريكية ترجح دولة كردستانية تحمي مصالحها النفطية وتسيطر عليها وتساهم في تعزيز أمن إسرائيل، أمريكا ترجح ذلك على حساب تركيا التي أصبحت بين حدي القبول بذلك أو الفوضى.

ربما يشك البعض في هذا التحليل وهذا التصوّر، لكن أحدا لن يستطيع إنكار أن أول ضربة جوية وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش كانت على مدينة كوباني الكردية. وحسب تلك الرؤية نرى أن هذا القصف سيريح الأكراد برغم ألامهم وأوضاعهم الصعبة، ونرى أن الضربة الأولى كانت ضمن السياق الطبيعي لتحقيق المشروع الأمريكي في المنطقة وهو "كردستان العظمى".

نحن لسنا متفقين مع أمريكا

دعونا نتحدث عن أنفسنا قليلا..

أردوغان قال يوم أمس إنّ "هذه العملية يجب أن تشمل المنظمة الإرهابية الانفصالية في سوريا وهي (بي يه دي)".

وحسب هذا التصوّر فإنه من الواجب قصف ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا وهو (بي يه دي) بالإضافة لقصف داعش.

لكن اقتراح أردوغان هذا لا يتوافق مع المشروع الأمريكي حول كردستان، ولهذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقصف ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، ولن تكسر قوته، وربما تريد الولايات المتحدة الأمريكية كسر قوة تركيا في الشرق الأوسط وليس الأكراد.

في الحديث ضمن هذا الإطار تحدث قادة حزب العمال الكردستاني ومنهم مراد كارايلان الذي قال: "القرار النهائي بيد أوجلان لكن حسب رأيي عملية السلام قد انتهت".

بينما قال وزير الخارجية الأمريكية كيري في هذا الصدد "تركيا ستحتل الصفوف الأولى في مواجهة داعش" لكنني لا أعتقد أن ذلك سيحصل، للأسباب التي ذكرتها فإن أنقرة لن تشارك في الحرب على داعش. وكما كان يُقال " ليس موضوع الرهائن السبب الوحيد لعدم مشاركة تركيا في حرب داعش". ولهذا فإن السبب الآخر هو كردستان بلا شك.

عن الكاتب

إمره أكوز

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس