إمره أكوز – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

سبق أن ختمت نهاية المقال الذي كتبته قبل بدء محادثات جنيف المتعلقة بالأزمة السورية بالجملة التالية: "حتى أن عاقلًا واحدًا يمكنه استنتاج ذلك، بما أنكم ضد حزب الاتحاد الديمقراطي، فليكن صدام الجيش التركي مع داعش ضمن أراضيها". ومما لا شك فيه أن هذه الجملة قد كتبت في 28 من الشهر الماضي كنوع من السخرية ولكنها طرحت على أنها حقيقة بشكل غير مباشر. أي أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلى عن حزب الاتحاد الديمقراطي طالما أنه يحارب داعش بشكل يتوافق مع مصالحها الخاصة. ولكي تتخلى عنه لا بد من تغيير شروطها جذريًا. على سبيل المثال:

1) في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام سيتم اختيار رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية. وسيباشر مهامه ابتداءًا من شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2017. وفي حال تخلى هذا الرئيس الجديد عن سياسة أوباما، وقرر التدخل في الشرق الأوسط كما فعلت روسيا، فإن أهمية حزب الاتحاد الديمقراطي يمكن أن تتراجع في حال لم ينهي مهمته بالكامل.

2) هناك بديل آخر – وإن لم يكن ضمن الاحتمالات المعقولة – هو دخول الجيش التركي في حرب ضد داعش. وفي حالة كهذه يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تستغني عن حزب الاتحاد الديمقراطي.

ولكن الجميع يعلم أن احتمال حدوث هذا البديل منعدم. لأن عوامل عديدة ستقوم بإعاقته. لنعدد بعضًا منها:

- على الرغم من وصف أنقرة لداعش بالإرهابية، لكنها لا ترغب في محاربة قوة سنية. لأنها ستؤدي إلى حركة احتجاجات مناوئة في العالم السني.

- شددت الحكومة دائمًا على أن "الأسد هو أصل المشكلة، ولا يمكن حل مشكلة داعش دون رحيله". وبعد أن عبرت مرارًا وتكرارًا عن حجتها هذه، فإنها لن تقصد داعش بينما لا يزال الأسد جالسًا على كرسي الحكم.

- نظرًا لاستحالة ضرب داعش دون الدخول إلى سوريا، فإن هذا التحرك التركي سيكون بالنسبة إلى النظام السوري وروسيا بمثابة إعلان حرب. صحيح أن روسيا لم تعتدي على القسم الأناضولي ولكنها ستجد في هذا التحرك فرصة سانحة ستحاول استغلالها للانتقام لطائرتها التي أسقطت من خلال القوات التركية التي ستدخل إلى سوريا.

- كما أن هذه العملية سوف توقظ الخلايا النائمة في تركيا. لأن داعش لم تتبنى حتى يومنا هذا أيًا من التفجيرات التي جرت داخل تركيا في دياربكر، وسروج، وأنقرة، وسلطان أحمد. لأن أيًا من هذه الاعتداءات لم ينفذ ضد حكومة أنقرة بشكل مباشر؛ أي أن الهدف لم يكن أنقرة. ولكن هذه العملية العسكرية ستغير موقف داعش. هذه العوامل مجتمعة التي تبادرت إلى الذهن دفعة واحدة ستمنع أنقرة من القيام بحرب برية ضد داعش.

بالمناسبة: في الواقع لا نريد أن نطيل بالحديث، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد استبدل حزب الاتحاد الديمقراطي بالجيش التركي فيما يتعلق بمحاربة داعش.

باختصار: إن التعاون الأمريكي مع حزب الاتحاد الديمقراطي سيستمر على الأقل عامًا آخر.

عن الكاتب

إمره أكوز

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس