وداد بيلغين – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

على الجهة الأخرى من الحدود التركية نرى تدريبات حزب العمال الكردستاني وذراعه السوري على اتقان استخدام المدرعات والدبابات، فمن يا تراه يدربهم على هذه الأسلحة الثقيلة؟ من قرابة مئة عام وعلاقة الصداقة والتعاون الاستراتيجي تربط تركيا بالمجتمع الغربي، فكيف يرى ذلك العالم نفسه وهو يدعم ويدرب أطرافا تُعد منظمات إرهابية في اللوائح التركية؟ فبعدما نفذت كل كلماتهم الدبلوماسية ولم تعد تلقى لها آذانا صاغية في تبرير هذه التصرفات بتنا نعلم بان افعالهم هذه نابعة من قناعتهم في الحاجة الماسة لتحجيم دور تركيا في المنطقة.

"لا يمكن أن يسمح الغرب لتركيا بالتحرك خارج الأطر التي تبيحها لها". ظهرت هذه النوايا واضحة في لوزان عندما تم الإعلان عن استيعاب تركيا في مؤتمر ازمير، وفي نفس الوقت كانوا يعملون جاهدين من اجل تقطيع اوصال المنطقة بتجفيف أسسها الإسلامية، فهم يرون في تركيا آخر حامل للواء الخلافة الذين يسعون لتحطيمه إلى الأبد.

دولة تابعة

لا يوجد أي خلاف على أن كفة الغلبة انتقلت إلى الغرب في القرن الماضي، فبعد فترة الاستعمار ومحاولة فرض الأسلوب الغربي على الشعوب انتقل الغرب إلى نظام الرأسمالية العالمي الذي أعلن من خلاله هيمنته المطلقة. ومن بين كل الشعوب الأخرى كان الشعب التركي هو الأكثر تأثرا بهذا الصعود الغربي بعد فقدانه لإمبراطورتيه العظيمة، ورغم هذا فقد نجح في امتحان البقاء عبر حروبه القومية. بعد ذلك وخلال مئة عام دخلت تركيا العالم الغربي بمؤسساته المختلفة مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية... لكن ورغم كل هذا إلا أن الغرب وبعد انقضاء ما يقارب القرن أدار وجهه عن تركيا وهو يتهم قيادتها بأنهم "عثمانيون جدد" أو "يحاولون أسلمة البلاد" أو "يدعمون تنظيم داعش"...

اشتياق الغرب لتركيا القديمة

انطلقت ثورات الربيع العربي كرد وانفجار لاحتقان كان يطالب بحقوقه من الأنظمة الدكتاتورية كالبعث وغيره، فظهر إثر ذلك قلق الغرب على مصالحه المهددة والقائمة على سرقة مقدرات تلك الشعوب المغلوبة على أمرها، ليظهر الوجه المنافق الحقيقي لهذا الغرب عندما دعم انقلابا دمويا قاده العسكر ضد الديمقراطية التي يتغنون بها في مصر، ليضع الغرب نفسه بهذه الأطماع حاجزا أمام تنفيذ إرادة الشعوب، لنسأل هنا: ألا يتوقع الغرب ردود أفعال على ما يصنع ضد هذه الشعوب الثائرة؟ أما بالنسبة لتركيا فهو يريدها خاضعة له متجردة من قل أدوارها القيادية في المنطقة، فهو ومع تمرد القيادة السياسية في تركيا على إرادته يشتاق لتركيا القديمة التي كانت كالكبش الوديع تستدير أينما أدارها الغارب.

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس