محمد حسن القدّو - خاص ترك برس

افتتح في العاصمة التركية أنقرة المركز الإقليمي السابع والعشرين لجمعية قطر الخيرية في التاسع من هذا الشهر بحضور وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي ورئيس مجلس إدارة الجمعية الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني ونائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو في خطوة لمواصلة جهودها الإغاثية في المتابعة والمباشرة لمشروعاتها الكبيرة لخدمة النازحين واللاجئين المقيمين في الأراضي التركية، ومن المؤمل افتتاح مكتبين فرعيين للجمعية في إسطنبول وكيليس.

جمعية قطر الخيرية هي واحدة من أكبر الهيئات الخيرية الرائدة غير الحكومية، تأسست في عام 1992 من القرن الماضي، وخلال مسيرتها التي قاربت الربع قرن كانت السباقة إلى التنمية المستدامة ومحاربة الفقر وإغاثة المنكوبين وهذه كلها دون أي اعتبار للجنس والجنسية والدين واللون والعرق سوى المواقف الإنسانية النبيلة والمستمدة من صميم المجتمع العربي والإسلامي. ومن خلال شعارها "معا لحياة كريمة" تسعى إلى تحقيق أسما أثر لها في المجتمع.

إن أولى أولويات جمعية قطر الخيرية  كانت توفير الرعاية الصحية المثالية المتقدمة للمرضى في جميع أنحاء المعمورة وبالتعاون مع المنظمات التي تعني بالصحة والسلامة الدولية وصحة الأطفال لضمان الحصول على الفحوصات الطبية المنتظمة إضافة إلى تزويد المستشفيات بالأدوية والمستلزمات الطبية. كما تؤمن للذين لايستطيعون الحصول على الماء العذب النقي الصالح للشرب والذي ينجم عن عدم توفره إلى ظهور وانتشار كثير من الأمراض والأوبئة، وذلك من خلال حفر آبار جديدة وصيانة الآبار المحفورة سابقا، خصوصا في الأراضي القاحلة أو التي حلت بها كوارث طبيعية، والمنكوبة جراء الحروب أو الزلازل. كما أن توفير السكن ومستلزمات السكن والمعيشة للعوائل المتضررة نتيجة الكوارث الطبيعية والحروب والهاربين من جحيم الحروب واللاجئين في مناطق ومدن وبلدات ودول أخرى هي أيضا من الاهتمامات الرئيسية لجمعية قطر الخيرية حيث يتم بناء وتوفير وإعادة البنى التحتية الخدمية والسكنية للمنكوبين للمدن والبلدات المنكوبة وذلك من خلال الاتصال والتنسيق مع حكومات تلك الدول أو الحكومات المحلية.

ولغرض تدعيم جهودها في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة ولدورها الريادي نالت جمعية قطر الخير الصفة الاستشارية لدى منظمة التعاون الإسلامي، كما كانت من المؤسسين الأعضاء في للشبكة العربية للمنظمات الأهلية للتنمية والتي مقرها القاهرة وذلك عام 1999.

لم تكن الرعاية الصحية هي الوحيدة في اهتمامات قطر الخيرية وإن كانت هي أولى اهتماماتها بل لها اهتمامات أخرى واسعة وكبيرة لا تقل شأنا وأهمية فهي تبدي اهتماما كبيرا للرعاية الاجتماعية والدعم للمحتاجين ومساعدتهم في سبيل العيش في حياة مستقلة وكريمة وتولى في هذا الجانب اهتماما خاصا بالطفل ورعايته والدفاع عنهم وتهيئة مستلزمات تنميتهم التعليمية ولكون التعليم عامل مهم لإنقاذ الأطفال من العمالة التي تبعدهم عن دروسهم وتعليمهم والتي هي حق مشروع وأساسي لكل طفل وانسان لذا فإن قطر الخيرية تسعى جاهدة إلى استرجاع الأطفال الذين تركوا أو لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة بسبب العوز الأسري أو عدم وجود مقاعد للدراسة تحويهم في مناطقهم أو قلتها أو عدم صلاحيتها لإيواء الطلبة لذا فهي تقوم ببناء وترميم المدارس والصفوف الدراسية والمؤسسات التعليمية والتدريبية مع ضمان توفير بيئة صحية للتدريس.ويتضمن أيضا قرارها في الاستجابة لنداءاتها حول سبل تشجيع الأهالي على تعليم أطفالهم وإلحاقهم بمقاعد الدراسة تحسين دخل الأهالي ذوي الدخل المنخفض من خلال تقديم مساعدات مادية وعينية إضافة إلى الجهود المتواصلة لتعزيز الوعي والنشاط لزيادة دخلهم.

وقد نشر القسم الإعلامي في الجمعية ورقة عمل لجمعية قطر الخيرية نرى من المناسب أن نقتبس بعضا من فقراتها:

تم إعداد الخطة الاستراتيجية وفق منهجية أخذت في اعتباراتها؛ التطور التاريخي لعمل قطر الخيرية، ورسالة ورؤية وقيم قطر الخيرية الجديدة، والمجالات الاستراتيجية لقطر الخيرية، والمجال الجغرافي لعمل قطر الخيرية، آخذة في حسبانها نقاط القوة ونقاط الضعف، إضافة إلى الفرص والتهديدات التي تحيط بالجمعية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كل ذلك بما يتفق مع رؤية قطر 2030. إن هوية قطر الخيرية الجديدة وخطتها الخمسية الاستراتيجية وأهدافها العامة تعبر عن استشراف قطر الخيرية لعملها خلال الفترة القادمة بما يتيح لها الانطلاق بخطوات ثابته، واثقة وهادفة إلى الريادة في عملها التنموي والإنساني نحو حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا وفق ضوابط وأسس وأنظمة متطورة وبكفاءات فاعلة ومن خلال بناء تنظيمي قوي وفق فلسفة إدارية حديثة تتبنى المعايير الدولية في نظم الإدارة ووفق منهجية مؤسسية.

وأخيرا فإن قطر الخيرية منظمة غير حكومية دولية تتلقى الدعم والتبرعات من الأهالي، أنشئت بموجب قانون دولة قطر الخاص  بالجمعيات الخيرية والمؤسسات الخاصة، وهي منظمة مستقلة، محايدة لا تنحاز لأي طرف من أطراف النزاع أو الصراع وحياديتها هي أيضا بعملها ونشاطاتها الإنسانية البحتة دون أية تمييز أو تفريق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس