طه داغلى – صحيفة خبر 7 - ترجمة وتحرير ترك برس

سد النهضة العظيم، هو سد قيد الإنشاء على نهر النيل.

كانت مسألة هذا السد موضع نقاش لسنوات عديدة. فقد عارض محمد مرسي الذي يعد أول رئيس مصري منتخب والمعتقل نتيجة الانقلاب، بشدة السد المنشأ في أثيوبيا، وقال "إن نقصت مياه النيل قطرة واحدة فدماؤنا هي البديل".

وذلك لأنه بمجرد الانتهاء من إنشاء السد على الحدود الأثيوبية، لن يكون لنهر النيل أي فائدة لمصر. ومع تخزين القسم الأعظم من المياه داخل السد سيجف مجرى النيل على الأراضي المصرية. ولهذا السبب عارض الرئيس مرسي هذا المشروع بقوله "سنريق الدماء إن تطلب الأمر". وبالفعل أريقت دماء المعارضة، وجرى الانقلاب في مصر.

في السنة الماضية أجرى السيسي الانقلابي تفاهمًا مع أثيوبيا بخصوص مشروع السد. كما وافق دون أي اعتراض على المشروع الذي يعتقد بأنه سيكون كارثة على أجزاء كبيرة أيضًا حاملًا معه إشارات لتساؤل هام حول مستقبل مصر.

يتوقع اكتمال السد في 2017. وسيمتلئ السد بـ 65,5 مليار متر مكعب من المياه المتدفقة من النيل. وهي نسبة تعادل كمية المياه التي تنالها مصر من النهر خلال سنة كاملة. أي أن النيل لن يعطي المياه لمصر لفترة وجيزة، وسيقضي هذا الوضع على إنتاج الكهرباء والاقتصاد والزراعة.

ونتيجة وجود مصالح جدية لدى كل من بريطانيا وإسرائيل في سد النهضة. فإنهما تخططان إلى ضمان مسألة المياه من خلال هذا السد التي تعد الحاجة الأهم في مستقبل الشرق الأوسط وأفريقيا بشكل خاص. في الواقع بدأت أصداء هذا المشروع بالانعكاس بشكل أوضح حاليًا. واتضح أن طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق قد أقنع السيسي.

لا يزال بلير، الذي كان مهندس احتلال العراق مع بوش، اسمًا مشبوهًا في بريطانيا بسبب الأسلحة التي باعها إلى ليبيا. ووجود تقارب بينه وبين القذافي. وبينما كان المرحوم الأستاذ أربكان يعدد أسباب انقلاب 28 من شباط/ فبراير في تركيا خلال لقاء عقده في خيمة القذافي الشهيرة، كان بلير حاضرًا على رأس المشاركين الغربيين بداخل تلك الخيمة.

وعلى سبيل المثال في الصورة السابقة بتاريخ 25 آذار/ مارس 2004 انظروا إلى جلسة بلير مقابل جلسة القذافي، في أثناء جلوسه في خيمته في طرابلس.

لنتابع موضوعنا. بدأ طوني بلير بتقديم المشورة إلى السيسي بعد سنة واحدة من انقلاب 2013 في مصر. وقد كان ناشطًا للغاية في منطقة الشرق الأوسط بصفته ممثلًا عن الكيان المعروف باللجنة الرباعية لفترة طويلة بعد رئاسته للوزراء في بريطانيا.

وقد أصدر تلفزيون العربي الجديد ومقره في قطر في الأسبوع الماضي تقريرًا عن السيسي بعد الـ 3 من تموز/ يوليو.

- قتل 3143 شخص، وفي مجزرة رابعة وحدها فقد 1000 شخص حياتهم بناءً على تعليماته.

- ومن بين الذين قتلهم السيسي 228 طالب.

- واعتقل 41.000 شخصًا بمن فيهم الرئيس مرسي.

- وحكم على 670 منهم بالإعدام منهم الرئيس مرسي أيضًا.

- وتعرض 269 معتقل للتعذيب في السجون أثناء التحقيق.

وفي هذا التقرير تساءل التلفزيون العربي عن كيفية قيام علاقة بين السيسي ورئيس الوزراء البريطاني السابق. ليجد الإجابة في قناة السويس الجديدة بما فيها من مصالح بريطانية وفرنسية وألمانية مرة أخرى بالإضافة إلى سد النهضة في أثيوبيا والذي يعد مشروعًا بريطانيًا وإسرائيليًا.

فقد أكد السيسي تسخير ثروات مصر القومية لصالح رأس المال الغربي من خلال طوني بلير. كما أكد بلير أن الإمارات العربية المتحدة الخاضعة لسيطرة العقلية البريطانية الموجهة إلى مصر بمثابة الداعم الأول لانقلاب مصر.

لماذا جرى الانقلاب في مصر؟ لماذا لا يريدون مرسي، ولماذا لم تقل أي دولة عن هذا الانقلاب "انقلابًا" عدا عن تركيا؟ في الواقع إن الإجابة على هذه الأسئلة المطروحة على امتداد ثلاث سنوات واضحة جدًا.

عن الكاتب

طه داغلى

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس