ترك برس

آخر رئيس وزراء في تركيا، ورئيس البرلمان لأول حكومة رئاسية في البلاد. تولى رئاسة الوزراء في عام 2015، وقاد الحكومة في فترة من أصعب فترات تركيا الحديثة، خاصة بحدوث المحاولة الانقلابية الدموية الفاشلة في تموز/ يوليو من عام 2016.

بن علي يلدرم وزير المواصلات في حكومة حزب العدالة والتنمية منذ تولي الحزب السلطة في البلاد عام 2002 وحتى الآن باستثناء فترة بين 2013 و2015. يقترن اسمه باسم أردوغان في جميع المناسبات والأزمات، ويؤكّد الكثير من المقربين لعملية اتخاذ القرار داخل الحزب أن بن علي أحد أهم الشخصيات التي يثق بها أردوغان ويشاركها في اتخاذ القرارات الخاصة بالحزب وخططه المستقبلية.

اللقاء الأول

تعرف يلدرم على أردوغان عندما كان الأخير رئيسًا لبلدية إسطنبول، حيث عمل يلديريم مع أردوغان بشكل مباشر وتمكنا معًا من إنجاز الكثير من المشاريع، وتنامت الصداقة المشتركة حتى أعلن أدوغان تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001، وكان يلديريم أحد مؤسسي الحزب، وواحدا من المجموعة التي ما زالت محافظة على وجودها وكيانها القوي داخل إطار الحزب.

سباق قيادة الحزب عقب تنحي أردوغان

منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية وحتى الشهر الماضي، لم تظهر على السطح أي أزمة سياسية تتعلق بزعامة الحزب، إذ تم انتخاب أردوغان كزعيم للحزب 4 مرات متتالية دون ظهور أي خلاف بارز بينه وبين أي اسم آخر، وحتى عندما تم عقد المؤتمر الخامس، بتاريخ 21 آب/ أغسطس 2015، لانتخاب بديل له بعد توليه رئاسة الجمهورية لم يبرز أي خلاف علني، على الرغم من تأكّيد بعض المقربين من أروقة الحزب أن البعض اقترح بولنت أرينج والبعض الآخر اقترح عبد الله غُل، ولكن أردوغان كان مصرًا على بن علي يلدرم، واستمر إصراره حتى التاسع عشر من آب حين تم اقتراح اسم داود أوغلو ذي الخلفية السياسية الأكاديمية العريقة، فوافق عليه أردوغان ولكنه أبقى على يلدرم كبديل، حسب ما تُشير مراسلة موقع الجزيرة ترك في أنقرة "ديدام أوزال تومار" في تقريرها "الرقم الصعب؛ بن علي يلدرم".

كان يلدرم خيارا ثابتا دائما لخلافة أردوغان في رئاسة الحزب ورئاسة الوزراء، ولكن تم إعلان اسم أحمد داود أوغلو في الاجتماع الذي تم لإعلان خليفة أردوغان والذي غاب عنه يلدرم، وعندما تم عقد المؤتمر العام لإعلان اسم زعيم الحزب الجديد، نزل أردوغان وداود أوغلو معا من الطابق العلوي نحو الجماهير، وعلى الرغم من وجود يلدرم بجانب أردوغان إلا أنه لم يشاركه الخطى كما جرت العادة وظل جالسًا في مكانه.

أُُعلن بعد المؤتمر بدقائق أن يلدرم سيعقد مؤتمرا صحفيا داخل البرلمان، فلاح في الأفق عزم يلديريم تقديم استقالته غضبًا على عدم إعلانه رئيسًا للحزب، فلم يسبق له إطلاقًا عقد مؤتمر صحفي في البرلمان، ولكنه قال إن "الذين يأملون بإعلاني استقالتي وتركي للحزب الذي يشكل أهدافي ومبادئي، سيحزنون عندما يعلمون بأنني أتيت هنا لأؤكد أنني مخلص لدعوتي ومبادئي، وليست شخصا يلهث وراء منصب، أبارك لأخي داود أوغلو وأتمنى له التوفيق والنجاح في إكمال مسيرة التقدم التي بدأها حزب العدالة والتنمية منذ عام 2002."

وبعد تأسيس داود أوغلو لحكومته ظل يلدرم في منصبه وزيرا للمواصلات، ولم يترك منصبه إلا أنه عندما تأسست الحكومة المؤقتة قبل إجراء انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر بشهرين، وبعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات 1 تشرين الثاني عاد لمنصبه، وهذا إن دل فإنما يدل على رغبة أردوغان في إبقاء رجله الأول قريبا من الأعمال الحكومية السياسية والاقتصادية.

بن علي يلدرم

وُلد يلدرم عام في مدينة أرزينجان عام 1955. تخرج من كلية العلوم البحرية التابعة لجامعة إسطنبول التقنية بدرجة الماجستير. بدأ حياته العملية في مديرية صناعة السفن التابعة لوزارة الصناعة.

حصل ما بين عامي 1990 ـ 1991 على درجة الدكتوراه التخصصية من منظمة الملاحة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، وعندما عاد إلى تركيا عمل مديرا لوسائل النقل البحري في بلدية إسطنبول. افتتح، خلال فترة عمله، خط النقل البحري إسطنبول ـ يالوفا، إسطنبول ـ باليك أسير، وقام بتوفير 22 حافلة نقل بحري و29 ميناء و4 سفن نقل بين شقي إسطنبول الآسيوي والأوروبي.

نجاحته الملموسة أثارت إعجاب أردوغان به، ودفعته إلى ضمه لصفوف حزب العدالة والتنمية، وقد أصبح يلديريم نائبًا عن إسطنبول من حزب العدالة والتنمية في انتخابات الثالث من تشرين الثاني عام 2002.

وقع عليه الاختيار في انتخابات 12 حزيران/ يونيو 2011، للترشح باسم العدالة والتنمية في مدينة إزمير التي تعد القلعة الأولى لحزب الشعب الجمهوري، وكان الهدف من ذلك هو جذب سكان مدينة إزمير التي تعاني من مشاكل شديدة في البنية التحتية والمواصلات نحو حزب العدالة والتنمية، وحقق يلدرم النجاح المنشود ومكن حزب العدالة والتنمية من دخول إزمير التي كان يظن أن دخولها من الأحلام.

ترشح يلدرم بتاريخ 30 آذار/ مارس 2014 لرئاسة بلدية إزمير، ولكن لم يكتب له النجاح، وبعد ذلك عاد ليعمل مستشارا استثماريا لرئيس الوزراء الأسبق أردوغان، وبقي مستشارًا لأردوغان بعد أن أصبح رئيسًا للجمهورية أيضًا.

ساهمت المشاريع الاستثمارية التي اقترحها يلدرم في القطاع الصناعي والاقتصادي والصحي والتعليمي ومشاريع قطاع النقل، مثل القطار السريع، ومشروع مرمراي، وتقوية البنية التحتية للإنترنت، وتطوير خدمات شركة الخطوط الجوية التركية، وتأسيس الكثير من الطرق السريعة وغير ذلك من المشاريع، في رفع نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية على مدار 12 عامًا.

وكان وفاؤه لأردوغان وصداقته القديمة معه، ونجاحاته الباهرة في أكثر من مجال من العوامل التي جعلته يوصف بأنه اليد اليُمنى لأردوغان، كما ذكرت صحيفة وطن المقربة من حزب العدالة والتنمية على صفحاتها مطلع الأسبوع الماضي أن "بن علي الاسم الأول المرشح لقيادة الحكومة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!