
ترك برس
أثار توجه البرلمان الألماني للتصويت على مشروع قرار للاعتراف بالمزاعم الأرمنية بشأن أحداث عام 1915 غضبا في تركيا. وقامت مجموعة من نشطاء حزب الوطن بالتظاهر أمام القنصلية الألمانية في إسطنبول لاستنكار التصويت.
وقال المتظاهرون إن البرلمان الألماني لا تخصه مسألة الاعتراف بمزاعم أي من الأتراك أو الأرمن، فهي مسألة عالقة بينهما تعود إلى القرن الماضي.
وتزعم أرمينيا أن حوالي مليون ونصف المليون من العثمانيين الأرمن قتلوا في إبادة جماعية من قبل الدول العثمانية في عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى. وترفض تركيا تعريف ما جرى على أنه إبادة على الرغم من اعترافها بقتل أرمن خلال الإبعاد القسري الذي جرى في أثناء الحرب ولكن بأعداد أقل ولأسباب تتعلق بالمرض وهجمات معزولة.
وقد حثت أنقرة أرمينيا بتسليم المسألة إلى مؤرخين، لكن أرمينيا تشترط الاعتراف بالأحداث على أنها إبادة جماعية من أجل تطور العلاقات بين الدولتين الجارتين.
وفي حديث للصحفيين، قال مدير فرع حزب الوطن في إسطنبول إركان أونسيل إن التصويت في البرلمان الألماني قد يتسبب بضرر لصداقة تركيا وألمانيا.
وسيصوت البوندستاغ، الغرفة الثانية للبرلمان الألماني، على المسألة في 2 حزيران/ يونيو، مما أثار استياء أنقرة، التي وصفت التصويت بأنه "إساءة استخدام للقوة السياسية" في مسألة "ليس هناك دليل تاريخي أو قانوني عليها". ولن يكون التصويت ملزما للحكومة، لكنه مدعوم بإجماع المعارضة وأحزاب التحالف الحاكمة.
وقال أونسيل إن منظمات مجتمع مدني تركية ستشارك في مظاهرة في ألمانيا في 28 أيار/ مايو احتجاجا على تصويت البرلمان، وصفها بأنها "ستكون مظاهرة تاريخية أمام البرلمان وسنحذرهم من ارتكاب هذا الخطأ التاريخي".
وقرأ أونسيل رسالة زعيم الحزب دوغو بيرينتشيك إلى رئيس البرلمان الألماني نوربيرت لامبيرت. وقد اكتسب بيرينتشيك شهرة دولية بسبب تصريحاته التي ينكر فيها مزاعم حدوث إبادة جماعية، وقد رفعت عليه دعوى أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان السنة الماضية بعد أن أعلن في سويسرا أنه مارس حقه في التعبير عن رأيه عندما أعلن إنكاره لوجود شيء اسمه إبادة الأرمن، لينتصر بيرينتشيك في الدعوى.
وفي رسالته التي قرئت في التظاهرة بإسطنبول، قال بيرينتشيك إن ألمانيا كانت حليفا استراتيجيا لتركيا وواحدة من أكبر شركائها التجاريين، مضيفا أنه "لا يمكن تفسير الاعتراف بالإبادة على أنه مسألة قانونية. ولا يمكن تعريفه سوى بأنه عداء مباشر للأتراك وسيثير بالتأكيد مشاعر عداء الأتراك في ألمانيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!