ترك برس

قال رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، مصطفى أكينجي، إن الطلب الأساسي للقبارصة الأتراك هو أن "يكون لنا حقوقنا"، مشيرًا إلى أن "هذه الجزيرة ملك للطائفتين، والقبارصة الأتراك هم جزء من هاتين الطائفتين".

وأضاف أكينجي خلال مشاركته في برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة القطرية: "نحاول إيجاد جمهورية موحدة فدرالية بعد 53 عاما بدون أن تكون هناك حكومة شرعية معترف بها دوليا"، و"نريد المساواة السياسية وأن نعيش كمجتمع حر، وألا نكون خاضعين لتهديد من طائفة أو طرف آخر أيا كان".

وناقشت حلقة البرنامج التحديات التي تواجه مفاوضات التسوية الشاملة لحل المشكلة القبرصية بين الأتراك واليونانيين، والعوائق التي تقف حائلا أمام تقدم مفاوضات توحيد شطري الجزيرة المنفصلين، والأسس التي تجري عليها هذه المفاوضات بين الطرفين، والمطالب الأساسية لكل منهما، والمكاسب التي سيحصلان عليها إذا توحدت قبرص.

وأعرب أكينجي عن خيبة أمله بسبب قرار الرئيس القبرصي نيكوس أنستسياديس عدم حضور الاجتماع الذي كان مقررا الجمعة المقبلة لتقييم التقدم في المحادثات بين الجانبين، مبينًا أن تحقيق تقدم في المحادثات بين شطري الجزيرة القبرصية اليوم أفضل من الغد، وأعرب عن أمله بأن يشهد العام الحالي 2016 انفراجة في الأزمة"، وفقا للجزيرة نت.

وردا على سؤال بشأن الانعكاسات التي يمكن أن تتسبب فيها نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في قبرص اليونانية ووصول حزب الجبهة الشعبية المتطرف إلى البرلمان، قال أكينجي إن هذه الانتخابات تعتبر شأنا داخليا للقبارصة اليونانيين بغض النظر عن النتائج وما ستفضي إليه، مضيفًا: "نحن متساوون معهم ونحترم النتائج، وما يهمنا هو أن نرى قبرص فدرالية متحدة تقوم فيها دولة بشطرين متساويين يعيشان بسلام وانسجام".

وبشأن استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له في إسطنبول مؤخرا، قال أكينجي إنه ذهب إلى تركيا بناء على دعوة من أردوغان وشارك في حفل عشاء رسمي، مضيفا أنه انتهز فرصة وجود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هناك لتبادل الآراء معه بشأن الوضع القائم حاليا في قبرص.

وفي هذا الإطار، شدد رئيس جمهورية قبرص الشمالية على أهمية أن تحل الأزمة القبرصية خلال العام الجاري 2016، مبررا ذلك بأنه العام الأخير لبان في الأمم المتحدة، ومشيرا إلى أنه أكد خلال لقائه به على الالتزام بالتوصل إلى حل قبل نهاية العام، وأن "الزخم الذي حققناه حتى الآن لا ينبغي أن نضيعه.. الجميع لديه أسبابه الوجيهة لحل المشكلة.. صحيح أنهم (القبارصة اليونانيين) أصبحوا جزءا من الاتحاد الأوروبي، لكننا كنا ندعم ذلك وقلنا نعم للحل وللعضوية في الاتحاد الأوروبي".

وبشأن موارد الطاقة قال أكينجي إن هذه الطاقة يمكن أن تصبح سبيلا للتعاون، وقد تكون مصدر توتر وتطلق العنان لتطورات سلبية كثيرةز وأضاف أنه "كانت هناك بعض المشكلات المتعلقة بهذا الأمر وكان على تركيا أن تتدخل بطريقة ما، وكان هناك ارتباك ومشاكل نتيجة لذلك". وأكد أنه إذا حُلت المشكلة سيتحسن الاقتصاد القبرصي كدولة فدرالية موحدة تخدم الجميع.

وأشار في هذا الصدد إلى اتصال هاتفي جرى بينه وبين جو بايدن نائب الرئيس الأميركي عبر خلاله الأخير عن دعمه، "وأشاد بالطريقة التي نسعى بها لحل هذه القضية، وأشاد بعزيمتنا واستعدادنا للعمل الذي قال إنه يسير بشكل حسن".

وبشأن الاجتماع الذي كان مقررا يوم الجمعة المقبل، قال أكينجي "وصلنا إلى مرحلة يجب فيها أن نغير شكلية المفاوضات، إذ يجب الاستمرار في سلسلة من الاجتماعات لمعالجة القضايا العالقة الباقية بحيث لا نترك أي فجوة تعرض العملية للخطر"، مضيفًا: "نريد التحدث عن قضية الأمن والأراضي والخلافات المتبقية.. هذه هي آخر فرصة أمامنا وأمام جيلنا لحل فدرالي اتحادي في قبرص".

وتعد القضية القبرصية من أقدم القضايا المطروحة على الأمم المتحدة، والأحدث في الصراعات التاريخية بين تركيا واليونان، فقد قسمت الجزيرة المتوسطية عام 1974 حين أمر رئيس الوزراء التركي آنذاك بولنت أجاويد قوات الجيش بالتدخل عسكريا في قبرص ردا على انقلاب على الرئيس المنتخب مكاريوس قام به قوميون قبارصة يونانيون بأمر من أثينا بهدف ضمها إلى اليونان.

وتم الإعلان عن إنشاء جمهورية شمال قبرص التركية يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1983، لكنها لا تحظى إلا باعتراف تركيا، بينما تحظى قبرص اليونانية باعتراف المجتمع الدولي بأجمعه، وهي عضوة في الاتحاد الأوروبي، حسبما أوردت الجزيرة نت.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!