سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

تركيا تمتلك من الآن فصاعدا استراتيجية واضحة حيال كيفية التعامل مع تنظيم الدولة، وذلك بحسب ما جاء على لسان رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان الذي قال بأن أنقرة ستغير سياساتها بشأن التعامل مع خطر تنظيم الدولة.

لقد تم هذا التغيير في السياسة التركية بعدما نجحت أنقرة بإنقاذ رهائنها الذين كانوا محتجزين لدى هذا التنظيم في مدينة الموصل العراقية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. فلقد كانت تصرفات أنقرة بحذر قبل عملية إنقاذ الأسرى، حيث أنها رفضت الانضمام إلى التحالف الدولي من أجل الحفاظ على سلامة مواطنيها الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم داعش.

ومثلما قال الرئيس أردوغان، فإن الشروط قد تغيرت الآن وأصبح بإمكان تركيا أن تتخذ قراراتها دون أي ضغط من أي جهة. إن تصريحات أردوغان خلال زيارته إلى مدينة نيويورك الأمريكية وما أعقبها من تصريحات بعيد عودته إلى تركيا، توضح الإجراءات الجديدة للحكومة بشأن ملف الشرق الأوسط وتنظيم داعش.

لقد بدأ المسؤولون الأتراك وعلى رأسهم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بتصعيد لهجتهم تجاه تنظيم الدولة.

الاستراتيجية الجديدة لأنقرة هي الدخول في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش والذي رفضت أنقرة دخوله في اجتماع جدة الذي عقد خلال الشهر المنصرم.

من أولويات هذه الاستراتيجية الجديدة إقامة مناطق حظر للطيران على طول الحدود السورية التركية. وإن تطبيق هذه الأولوية يتطلب القيام ببعض العمليات العسكرية هناك. حيث من المتوقع القيام بهذه العمليات بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي.

إن لتبني أنقرة لهذه الاستراتيجية الجديدة التي تبقي الباب مفتوحا للخيارات العسكرية عدة أسباب.

1 – لأن المتضرر الأكبر من إرهاب تنظيم الدولة هو تركيا. فأزمة اللجوء تاتي في مقدمة الأضرار التي لحقت بتركيا. بالإضافة إلى تهديد تنظيم الدولة لأمن تركيا الداخلية والخارجية.

وتلقى تركيا صعوبة في مواجهة كل هذه التحديات لوحدها. لذلك لا بد من المشاركة مع التحالف لردع خطر هذا التنظيم. ولهذا السبب فإن دخول تركيا في التحالف والاشتراك معها شرط أساسي لتفادي الأضرار الناجمة عن إرهاب تنظيم الدولة.

2 – اذا ما بقيت تركيا خارج هذا التحالف فإنها ستكون منعزلة وستفقد تأثيرها في المنطقة. لا سيما أن الحكومة الجديدة تهدف إلى لعب دور فعال إقليميا بل حتى عالميا.

3 – إن إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية مرهونة على ما يبدو بمشاركة تركيا في التحالف. فالجانب التركي يصر على إقامة هذه المناطق للتخلص من أعباء اللاجئين التي فاقت تكاليفها المادية على الحكومة التركية حتى الآن 4.5 مليار دولار، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي ظهرت مؤخرا تنيجة هذا النزوح.

4 -  على اعتبار أن تركيا من القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة وكونها حليفة الأساسية في حلف الناتو، فإن مسألة مشاركتها في هذه الحملة أمر لا مفر منه.

5 – تتبنى الحكومة التركية فكرة الحل الجذري للتنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. فهي تدّعي دائما أن المشكلة الحقيقية تكمن في الأنظمة الحاكمة في العراق وسوريا. حيث تريد تغيير هذه الأنظمة بشتى الوسائل. ولكي يتحقق هذا الهدف لا بد من المشاركة في التحالف العسكري. عندها تستطيع تركيا أن تفرض شروطها وآراءها حيال التغيير الذي سيحصل مع نهاية الحملة العسكرية.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس