ترك برس

اعتبر الكاتب والإعلامي المصري "أحمد منصور" منتج ومقدم البرامج في شبكة الجزيرة القطرية، أن الدعم الموجه للمجموعات الكردية في سوريا، تجاوز الأميركان الآن إلى الفرنسيين ودول أخرى، وكل من له مصلحة في تقويض تركيا وكذلك تمزيق سوريا.

وأشار منصور في مقال له نشرته جريدة الوطن القطرية، أن الناطق العسكري الرسمي الأميركي "كريس جارفر" كان قد عقد مؤتمرا صحفيا عبر دائرة تليفزيونية مغلقة مع صحفيين في الأسبوع الماضي، وتحدث عن معارك شمال سوريا وكأن الولايات المتحدة هي التي تقودها.

ورأى منصور أن معنى وجود الأميركان والفرنسيين وحلفاء لهم آخرين في شمال سوريا أنهم ينسقون بشكل أساسي مع عدة جهات، الأولى هي روسيا والثانية هي إسرائيل، والثالثة هي إيران والرابعة هي النظام الطائفي في دمشق، الذي خرج رئيسه في خطاب قبل أيام مقرا بوجود انشقاقات في سوريا ممهدا لعملية التمزيق والتفتيت التي تشارك فيها كل هذه القوى لصناعة كيانات كرتونية في سوريا تظل تتصارع فيها بينها لعشرات السنين.

ولفت منصور إلى أنه بعد فضيحة قوات المارينز الأميركية التي تخلت عن زي المارينز وارتدت ملابس قوات سوريا الديمقراطية الكردية المعادية لتركيا وقاتلت ومازالت تقاتل إلى جوارها في شمال سوريا، جاء دور الفرنسيين الذين اعترفوا بأنهم ينشرون قوات خاصة في سوريا، حيث تقدم هذه القوات المشورة لقوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد ناطق في وزارة الدفاع الفرنسية أن "هجوم منبج كان مدعوما بشكل واضح من بعض الدول من بينها فرنسا"، وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها فرنسا بوجود قوات لها شمال سوريا تقاتل إلى جوار القوات الكردية، حيث أنها سبق وأن أكدت أنه لا يوجد لها سوى 150 جنديا في كردستان العراق، لكنها الآن تشارك وبقوة في معارك شمال سوريا إلى جوار الأكراد الذين يوسعون دائرة نفوذهم على الحدود التركية، ويشكلون تهديدا مباشرا لها سبق أن أشار إليه الرئيس أردوغان أكثر من مرة، منتقدا الدعم الأميركي للأكراد.

وقال منصور إن فرنسا التي لعبت أقذر الأدوار التاريخية في سوريا قبل مائة عام سواء في اتفاقية سايكس- بيكو أو بعد ذلك في استخدام الأقليات في سوريا كأداة ووسيلة من أجل السيطرة عليها حتى مكنت العلويين من حكم أكثر من 90% من السنة، ها هي تعود وفق سياسة فرق تسد من أجل أن تستخدم الأكراد هذه المرة ممنية إياهم بدولة على غرار الدولة العلوية المزمع إنشاؤها على الساحل السوري.

وأضاف الكاتب المصري أن فرنسا منذ بداية الحرب وحتى الآن لم تقدم سوى الجعجعة وفي النهاية اتضح أنها كانت تلعب على الوتر الطائفي العرقي الذي طالما استخدمته في تاريخها الأسود المليء باستغلال الشعوب المستضعفة واستنزاف ثرواتها وامتصاص خيراتها وإشعال الحروب والدمار بها، مشدّدا على أن "تنظيم الدولة ليس سوى غطاء لما ترتكبه الدول الكبرى وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة من جرائم في المنطقة سيتم الكشف عن كل تفاصيلها ولو بعد حين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!