محمد حسن القدّو - خاص ترك برس

تعود بدايات تشكيل وكالة تيكا إلى عام 1992بموجب قانون رقم 480 والذي اصدره مجلس الوزراء باعتبارها وكالة تعاون دولية.

بعد ما يقارب سبعة أعوام من تاريخ التأسيس ولفاعلية وكفاءة هذه الوكالة الوليدة ولتزايد احتياجات الدول النامية للخدمات التي باستطاعة هذه الوكالة ورغبة من الحكومة التركية في زيادة مساهماتها في مختلف دول العالم ولغرض إعطائها دعما معنويا اعتباريا تم الحاق وكالة تيكا مباشرة برئاسة الوزراء.

التاريخ يعيد نفسه

نُظم، في شهر أيار/ مايو من عام 2014، في مدينة دروغدا التي تبعد عن العاصمة الإيرلندية "دبلن" مسافة 70 ميل والتي تُعد أحد مدن الموانئ المتعددة، حفل استعراضي وُصف بأنه فوق العادة. نُظم هذا الحفل بهدف إرسال شكر خاص للإمبراطورية العثمانية وحفيدتها تركيا بما قامت به الإمبراطورية العثمانية من تقديم مساعدات ضخمة لإيرلندا قبل قرن ونصف القرن بعدما أصابها القحط والفقر وهناك وثيقة لا زالت محفوظة في الارشيف العثماني وهذا نصه:

"نحن الموقعون أدناه أمراء إيرلندا الأصليون، نتوجه باسمنا وباسم شعبنا المحاصر بخالص احترامنا وشكرنا وعرفاننا إلى السلطان العثماني عبد المجيد المعظم وإلى جميع مواطني وشعب الدولة العثمانية الكرماء الذي قاموا ببذل كل ما بوسعهم من أجل إنقاذ شعب إيرلندا المُكدر والمحاصر من قبل الإمبراطورية البريطانية "الظالمة"، لا يسعنا إلا أن نشكركم على إنسانيتكم التي حُرم منها الكثير من الإمبراطوريات".

حسب الوثائق والمصادر التاريخية؛ قدم السلطان العثماني عبدالمجيد "1823 ـ 1861"، الذي لُقب بـ"ناصر المظلوم"، مساعدة مادية وعينية ضخمة للشعب الإيرلندي ليتمكن من مواجهة القحط والجوع القاتل الذي تسبب في موت الكثير من مواطنيه وهجر أكثر من 2 مليون شخص إلى الولايات الأمريكية المتحدة وغيرها من الدول.

وكالة تيكا الآن

والآن وبعد ان أُلحقت تيكا مباشرة برئاسة الوزراء ونشر القانون بخصوص بنية ومهام رئاسة التعاون والتنمية التركية، بعد نشره  بالجريدة الرسمية 12 في عام 2001 ازدادت مهام الوكالة وتوسعت انجازاتها ونشاطاتها وخصوصا بعد عام 2002 واستلام حزب العدالة والتنمية والتطور الاقتصادي الهائل في تركيا وتوفر الامكانات المادية الهائلة  والانفتاحات التي قامت بها الحكومة في سياستها الخارجية وحتى هذه اللحظة زادت تيكا من تأثيرها وانتشارها بحملات المساعدات التنموية التي نفذتها في مختلف دول العالم والتي بحاجة الى مساعدات إنسانية وخدمية لا تستطيع أن تلبي متطلباتها بسبب العجزالمادي أو التقني الفني.

هذه السمة الإنسانية التي يتمتع بها الأتراك عموما منذ قيام دولهم سواء العهد السلجوقي أو الدولة العثمانية والذين كانوا حاضرين دوما إلى تقديم يد المساعدة والعون والدعم الى مختلف الدول بغض النظر عن العلاقة التي تربطهم مع هذه الدول ودون اعتبار القومية والديانة حاجزا لتقديم يد العون استمرت تركيا من خلال مؤسساتها ومنها وكالة تيكا بتقديم أفضل المساعدات الإنسانية العاجلة والملحة لكل المحتاجين في شتى بقاع الأرض في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ودول أمريكا اللاتينية وفي هذا الجانب يردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن الأتراك سوف يمدون يد العون في كل أرجاء العالم لكل المظلومين والمحتاجين.

تولى رئاسة تيكا منذ انطلاقها في تسعينات القرن الماضي عدد من الأكاديميين الأكفاء والذين استطاعوا تطويرالوكالة لتلبية طموحات الحكومة التركية في طموحاتها الإنسانية ومنذ عام 2011 تم تعيين شخصية أكاديمية مارس نشاطات مشابهة لعمل الوكالة رغبة من الحكومة التركية في توفير أقصى الدعم والإسناد لهذه الوكالة حيث كان الرئيس الحالي يشغل منصب السكرتير العام لجمعية رجال الأعمال المستقلين (الموصياد) وفي هذا الصدد يذكر الرئيس الحالي للوكالة د.سردار تشام بأن تركيا تمتلك كفاءة عالية في مجالات عديدة منها العلاقات الخارجية، والاقتصاد والفن والعلوم الاجتماعية، وأصبحت بقراراتها المؤثرة وخطواتها الصائبة مثالًا تحتذي به الدول الأخرى في مجالات التنمية. آمنت تركيا بأن السلام والرخاء والرفاهية يمكن تحقيقهم بواسطة تنمية شاملة متعددة الأوجه. لذا قامت بتنسيق العديد من المشروعات على الصعيدين الإقليمي والعالمي مستغلة ما تتمتع به من بنية سياسية واجتماعية وفنية.

تتنوع نشاطات ومساهمات الوكالة حيث تشمل معظم نواحي النشاط الانساني في مختلف دول العالم حيث تشمل القطاع الصحي والبنة التحتية ونقل الخبرات واقامة مشاريع زراعية وحماية الغابات الطبيعية وتوزيع مساعدات عينية ومساعدات طبية تشمل الادوية والمستلزمات الطبية ودعم وتطوير الريف ودعم التعليم عبر بناء المدارس وتطوير أساليب التعليم وتوفير المستلزمات الدراسية وانشاء ورش تدريب للطلاب، إضافة إلى إنشاء دور للأيتام وإنشاء محطات تنقية المياه وكذلك دعم وإغاثة اللاجئين، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر أن الوكالة قد ساهمت بتنفيذ 349 مشروعا متنوعا في فلسطين دعما منها للشعب الفلسطيني، وقد قام الرئيس الفلسطيني مؤخرا بمنح "وسام الاستحقاق والتميز الذهبي"، إلى الدكتور سردار تشام، رئيس الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) التابعة لرئاسة الوزراء، تقديرًا لما قامت به المؤسسة، من أعمال ومشاريع في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف...

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس