طه داغلي – صحيفة خبر 7 - ترجمة وتحرير ترك برس

نشرت الصحيفة الإسرائيلية جيروزاليم بوست خبرًا تحت عنوان "تركيا تخلت عن شرط غزة".

وقد جرى نشره في الوقت نفسه الذي شارفت فيه عملية التطبيع بين تركيا وإسرائيل على الانتهاء، والتوصل باسم تركيا إلى حل لأحجية غزة-حماس الشرط الأصعب في هذا الاتفاق.

أي أن ما يحاول الإسرائيليون قوله هو أن تركيا "باعت غزة".

إذن من الذي قال ذلك. ذكره مسؤول بحماس لم يعلن عن اسمه، في لقاء صحفي أجراه مع جريدة الرأي اليوم العربية ومقرها بريطانيا.  

وبناءً على ما قاله المسؤول مجهول الاسم بحماس، فإن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخبر قيادات حماس بأنه قام بكل ما في وسعه لرفع الحصار عن غزة أو التخفيف منه، ولكن الحكومة الإسرائيلية رفضت بعناد محاولاته. ومن الآن فصاعدًا سيتابع أردوغان علاقاته مع إسرائيل من دون شرط غزة".

وبذلك أصبح اللقاء الذي أجراه ذلك المسؤول مع الصحيفة العربية المنشور في بريطانيا، خبرًا هامًا في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

ولما لا يخرج البعض في الوقت الذي وافقت فيه إسرائيل على الشروط التركية المتعلقة بالاعتذار، والتعويضات ورفع الحصار عن غزة ويقول بإن "تركيا تراجعت عن شرط غزة".

وعلى الفور بدأت البحث عن هذا المسؤول بحماس، وهل هو موجود بالفعل. وإن وجد لماذا يكذب على لسان الرئيس أردوغان.

وخلال فترة وجيزة وصلت إلى المعلومات. بدايةً، سألت الأصدقاء بحماس عن صحة هذا الخبر من عدمه، حتى أتت الإجابات واحدة تلو الأخرى من الجميع، بأنه "كذب".

وفيما بعد بحثت كيف تورطت حماس بهذا الأمر. لأجد تصريحات قائد حماس خالد مشغل. ينفي فيها الخبر الوارد في الصحيفة الإسرائيلية. وتحدث عن استعمال تركيا شرط رفع الحصار عن غزة حتى النهاية والجهد الذي بذلته ضد إسرائيل من أجل تحقيق ذلك.

أي أنه بوضع كهذا، يمكن للبعض الخروج والانحطاط للقول على لسان الرئيس أردوغان "بأننا بعنا حماس وغزة" بينما إدارة حماس ممتنة للرئيس بسبب ما قامت به تركيا لصالح غزة.

إذن لماذا يقومون بذلك؟

لقد قدمت إسرائيل تنازلات لم تقدمها لأي أحد سابقًا من أجل السلام مع تركيا. واعتذرت، وقبلت دفع تعويضات، ووافقت على رفع الحصار عن غزة.

في حين لم تقم إسرائيل بثلث هؤلاء، للأمريكان الذين أغرقت سفن لهم في السابق. أي أنه باستثناء تركيا لم تخرج حتى الآن قوة في العالم تمكنت من القيام أكثر من ذلك لإسرائيل.

بوضع كهذا، فإن الطريق الوحيد لتنظيم التوازن في الرأي العام الإسرائيلي يكون من خلال بالتحول إلى القيام باستغلال حماس وغزة.

في الواقع لهذا السبب أصدرت الصحف الإسرائيلية وجريدة حرييت أخبارًا باستمرار في شهر تشرين الثاني الماضي عندما كانت المفاوضات الموضوع الرئيسي مفادها بأن "إسرائيل وافقت على الشروط التركية ولكن مكاتب حماس سوف تغلق في تركيا، وستمنع أنشطتها".

أي أنهم يكذبون بأصدار تلك الأخبار. واتضحت أكاذيبهم على الفور نتيجة عدم معرفتهم الكبيرة بالمسألة. ومثال على ذلك لا يوجد لحماس أي مكتب تركيا، فما الذي ستغلقه إذن.

عن الكاتب

طه داغلى

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس