محمود القاعود - خاص ترك برس 

كأنها العبارات المعتادة لدى كل حادثة إرهابية نكراء.. لا جديد على الإطلاق.. شجب.. استنكار.. دعوات لمكافحة الإرهاب.. دعوات لعقد مؤتمرات وتكاتف عالمي.. صخب وضجيج ثم صمت.. ثم بعث القصة من جديد إذا وقعت عملية إرهابية أخرى!

لم يتورع الارهاب الأعمى المجنون عن سفك الدماء في شهر رمضان المعظم، ولم لا؟ والقوي العظمى تدعمه وتسانده.. فحملت جريمة تفجير مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول عشية الثلاثاء 28 حزيران/ يونيو 2016م طابعا وحشيا راح ضحيته نحو خمسين واصابة العشرات.

وبعيدا عن التحليلات المعلبة، وحواديث الخبراء وترهات مارينز أمريكا في الإعلام العربي، فهناك إرهابي معروف، تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية يُدعى بشار الأسد، وتمده بالعتاد والمال ليسحق الشعب السوري بالسلاح الكيميائي وبراميل البارود ويُدمر تركيا لحساب إسرائيل، وأي كلام ينأى بأمريكا عن تفجيرات تركيا المتواصلة.. بمثابة العبث والاستخفاف بالعقول.

ولا يفوتنا أن نؤكد أن روسيا وإيران وحزب الله والميليشيات الشيعية الاجرامية، كلها تمارس القتل والذبح والحرق وبقر بطون النساء في سوريا، بضوء أخضر أمريكي.. وبدعم أمريكي.

كما نذكر أن أمريكا دمّرت أفغانستان بشتى أنواع الأسلحة، وكذلك سلمت العراق لإيران وجمهورية "الولي الفقيه" وقتلت ملايين الأفغان والعراقيين بزعم البحث عن أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب!

الآن وطبقا لاستراتيجية الفوضي الخلاقة التى وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، فإن أمريكا تطيل أمد تركيع الثورة السورية وتدعم السفاح بشار بكل قوة، وتنقل عفريت الإرهاب لتركيا لمنع السياح والمستثمرين من الذهاب، ومن ثم انهيار الاقتصاد التركي، ونشوب احتراب أهلي تقوده العلمانية الشوفينية المتربصة بحزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان.

إن المأساة الحقيقة هي تعليق الآمال علي أمريكا، أو انتظار يد العون منها لمحاربة إرهاب هي من صنعه ودعمه وموّله لتفخيخ العالم الإسلامي بأسره، وإنشاء "مملكة الرب" من النيل إلى الفرات، وليس أفضل من هدم سوريا وتفريغها من السكان ليحتلها الكيان الصهيوني ويؤسس مملكته في نفس الوقت الذي تنهار فيه تركيا..

أمريكا تعمل بالمثل القائل: يقتل القتيل ويمشي في جنازته.. لكن.. حتما سيقع القاتل في يوم ما ويجد مكانه في مزبلة التاريخ.

 

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس