مليح ألتنوك - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس 

اتخذت أنقرة قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية إلى طبيعتها، بناءً على موافقة إسرائيل على شروطها الثلاث. وبالمقابل أبدت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية رد فعل شديد تجاه هذا الأمر.

فقد نشرت على موقعها الرسمي رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية مضمونها "كل من تغطى بإسرائيل، عريان".   

وبالطبع نحن نتفهم حساسية ذكرى سفينة مافي مرمرة ذات النوايا الإنسانية الحسنة جدًا الداعمة للهيئة.

ولكن الأمر الجدير بالملاحظة أساسًا، هو أولئك الذين يستغلون آلام الناس من أجل حسابات فردية وسياسية، والوسطاء بجزء الحساسية هذه.  

وبينما أبدى جميعنا رد فعل شديد عند حدوث مجزرة مافي مرمرة، فإن الغاضبين على القتلى وليس إسرائيل، وأشد المنتقدين لذلك يختبئون اليوم وراء هيئة الإغاثة ويوجهون الضربات... 

وهل من الضروري التوقف والتفكير... إن كان لدى أعضاء جماعة غولن المعروفين جدًا بالنسبة إلينا جميعًا موقف في تلك الأيام الصعبة أو حتى قادة حزب الشعب الجمهوري؟

نعم، لأنه من الواضح عدم ارتباط هذا الموقف الموجه ضد أردوغان الذي اتخذ موقفًا هو الأشد تجاه إسرائيل في تاريخ تركيا بالإنصاف.

فضلًا عن تحديده وفقًا للمصالح القومية والعامة للتكتيكات والاستراتيجيات في العلاقات الخارجية لدولة تتعرض للاعتداء من كافة الجهات، وفي منطقة تتغير فيها التوازنات الإقليمية يوميًا.

لأن تركيا دولة عظيمة وهامة لا يمكن تحديد سياستها الخارجية وفقًا لمجموعات تصدر تصريحات مهددة عندما لا يتحقق ما تسعى إليه وتعجز عن تحويل أعمال الإغاثة التي نفذت إلى السياسة.  

وفي حديث لأحد أفراد سفينة مافي مرمرة يقول...

مما لا شك فيه أن المواطنين الذين قتلوا في مجزرة سفينة مافي مرمرة ليسوا مجرد شهداء تابعين لمجموعة أو وقف أو جماعة بل هم شهداء تركيا. ولهذا السبب من واجبنا الدفاع عن حقوقهم والمشاركة في آلامهم.  

ومن الواضح أيضًا عدم وجود وضعٍ مخالف لهذه القاعدة، وفقًا لتراجع إسرائيل أيضًا.

ولكن من الضروري الإنصات إلى شهادة أولئك الذين عايشوا تلك الأوقات المأساوية واحدًا تلو الآخر. ولهذا السبب، أنقل بالضبط ما كتبه  أيهان التنتاش المعروف جدًا في محيط الهيئة، وواحد منهم عن النقاشات:

أكدنا لأولئك الذين قالوا لنا إنكم 'انطلقتم بالسفينة بناءً على تعليمات من الحكومة' عند عملنا على إطلاق مافي مرمرة بأن هذه السفينة هي مبادرة مدنية فقد جمعنا الأموال من شعوب العالم في مختلف الدول'.

كما قال 'إنكم تكذبون'.

وبالمقابل يقول الرئيس أردوغان اليوم 'هل ذهبتم وسألتموني أنا' عند مسيركم بالسفينة. 'ولم أمنعكم أنذاك'

كيف له قول شيئًا كهذا في ظل اضطرابات الأمة مرة أخرى".

نعم، ما قاله الطيب أردوغان صحيح.

لقد انطلقنا من دون استشارة رئيس الوزراء وهو أيضًا لم يمنعهم. كما دافعت عنا منظمات المجتمع المدني عند حدوث المشكلة بوصفنا مبادرة مدنية وليس مؤسسة حكومية. وقد فهمت الموضوع المتفكك في هذا. نعم، لقد خرجنا كمدنيين، ولكن إسرائيل هاجمتنا كعسكريين. كما دافع رئيس الوزراء عن حقوقنا".

في الواقع إن هذا كله يعد دبلوماسية.

وبالنسبة إلى أولئك العاجزين حتى عن تحمل إقامة علاقة دبلوماسية في الحد الأدنى مع إسرائيل اليوم:

قولوا هل يفكرون كيف اعتذرت إسرائيل من تركيا أو من دولة للمرة الأولى في تاريخها وهي التي لم تتراجع حتى عندما قتلت عشرات الجنود الأمريكيين؟

أو يتأملون كيف أمكن إيصال المساعدات التي أرسلتها تركيا فقط بالرغم من محدوديتها إلى غزة الواقعة تحت الحصار الإسرائيلي لسنوات؟

بالدبلوماسية، تمامًا.

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس