جلال سلمي - خاص ترك برس

أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أكّد من خلالها على عزم تركيا منح اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا الجنسية التركية للاستفادة من خبراتهم ومؤهلاتهم بشكل أفضل، نوعًا من الجدل على الصعيدين الداخلي والخارجي، وعلى الرغم من إبداء بعض الأطراف التركية معارضتها لمشروع منح الجنسية، إلا أن حزب العدالة والتنمية أكّد على أنه ماضي في ترتيب الإجراءات الخاصة بذلك.

وفي ضوء عزم تركيا على منح اللاجئين السوريين، ما هي التفاصيل المتعلقة بذلك المشروع؟

تتطرق صحيفة "خبر ترك" إلى الموضوع المذكور في تقريرها "تجنيس السوريين في أربع نقاط أساسية" على النحو التالي:

1ـ الفئة المشمولة

تُشدد الصحيفة على أن الفئة المشمولة بمشروع التجنيس لم تحدد من قبل وزارة الداخلية بعد، مؤكّدةً أن تصريحات الجهات المسؤولة تُشير إلى أنه لا يمكن تضمين كافة اللاجئين السوريين بمشروع التجنيس، بل سيشمل فقط اللاجئين ذوي المؤهلات النوعية.

ووفقًا لما توضحه الصحيفة، فإن الفئة النوعية المشار إليها لم يتضح بعض الأشخاص المشمولين بها، وفي هذا الإطار تعمل وزارة الداخلية التركية على قدم وساق لنشر كافة التفاصيل النهائية الخاصة بالمشروع.

2ـ ادعاء تجنيس 3.7 مليون سوري

أوضحت رئيسة نقابة الصداقة مع سوريا "إسراء أي غون" في تصريح لصحيفة خبر ترك أن هناك حسب السجلات الرسمية ما يربو على 2 مليون و700 ألف لاجئ سوري مقيم في تركيا، وأن هناك ما يناهز المليون سوري يقيم في تركيا ولكنهم غير مشمولين في السجلات الرسمية.

وتشير أي غون إلى وجود ما يقارب ألفي سوري يحملون شهادة الدكتوراه، في حين ليست هناك إحصاءات خاصة بالمؤهلات التي يحملها اللاجئون السوريون.

وحول إمكانية تجنيس الجميع، أشار رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في تصريحات سابقة إلى أن هناك شروطًا محددة للتجنيس.

ووفقًا لما أوضحه يلدرم، فإن هذه الشروط ستتعلق بنوعية المؤهلات التي يحملها اللاجئ السوري.

3ـ شقق توكي

تزامنا مع نقاشات منح الجنسية التركية للسوريين صرح الرئيس أردوغان باحتمال وجود تعديلات على نظام مؤسسة الإسكان التركية توكي، مشيرًا إلى أن "قانون توكي يقضي بعدم تمكن الأجنبي من الاستملاك، ولكن في حال تم منح اللاجئ السوري الجنسية التركية، فإن هناك ما يقارب ألفين و800 شقة توكي في شرقي وجنوب شرقي تركيا شاغرة، هذه الشقق سنطرحها للسوريين ليتمكنوا من شرائها والإقامة فيها".

4ـ ردود فعل مُعارِضة

عارضت فئات من الشعب التركي مسألة منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية، وعبر بعض هؤلاء عن رفضهم القرار في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى. وفي هذا الصدد، رأى محمد أوزمان الصحفي في صحيفة عقد التركية، في لقاء هاتفي مع ترك برس، أن الاحتقان الشعبي الحالي ناتج عن بعض الإشاعات التي أشارت إلى أن اللاجئين السوريين سيحصلون على العديد من الامتيازات الواسعة، مثل راتب شهري ووظائف عالية وشقق مجانية وغيرها من الإشاعات المغرضة التي لا تمت للحقيقة بأية صلة والتي تصدر عن الكيان الموازي وأحزاب المعارضة الأخرى، موضحًا أن الغضب الشعبي التركي ستهدأ نيرانه بعد تمكن الحكومة التركية من توضيح النقاط الخاصة بمشروع التجنيس.

وأضاف أن الشعب التركي لا يعارض تجنيس أصحاب المؤهلات والخبرات، بل على العكس يستقبل ذلك بصدر رحب، ولكنه بحاجة لمعرفة تفاصيل المشروع بشكل أفضل، لكيلا يظل عرضة للإشاعات التي تروجها الأطراف "غير المعنية بالمصلحة العامة لتركيا"، على حد وصفه.

الصحفي التركي محمد أوزمان

يُذكر أن مشروع تجنيس المواطنين السوريين جاء على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أوضح، خلال حفل إفطار أقامه مع اللاجئين السوريين في مدينة كيليس التركية، أن تركيا ستمنح اللاجئين السوريين الجنسية، وأن لها الحق الأكبر في الاستفادة من خبرات اللاجئين السوريين مقارنة بالدول الأخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!