ترك برس

عبّر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في كلمته الأسبوعية أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية عن حزنه العميق تجاه مذبحة سربرنيتشا التي ارتكبتها القوات الصربية بحق المواطنين البوسنيين العُزّل في 11 تموز/ يوليو 1995.

وأكد يلدرم أن تركيا شعبًا وقيادةً ستعمل بوصية الزعيم علي عزت بيغوفيتش الذي قال أثناء وفاته "افعلوا كل ما بوسعكم لإبقاء تفاصيل المجازر حية في عقول الصديق والعدو"، مشيرًا إلى أن هذه الكلمات "تقف الآن كحلقة في آذان جميع البوسنيين ونحن بدورنا سنمتثل لها كواجب إنساني".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعرب في وقت سابق عن بالغ حزنه حيال مجزرة سربرنيتشا، موضحًا أن الشعب التركي كان يشعر بنفس الحزن والألم الذي عاشه الشعب البوسني إبان تلك المجازر، وتركيا لم تتحمل بشاعة المجازر الصربية آنذاك، لذا كانت أولى الدول المشاركة في عملية الناتو ضد الصرب.

وأكّد أردوغان أن تركيا شاركت في العملية بدافع إنساني بحت، منوّهًا إلى أنها ستعمل دومًا من أجل المبادئ الإنسانية التي تتعرض لخرق دائم من قبل العديد من السلطات السياسية حول العالم.

"مليون مواطن عبروا جسر عثمان غازي في تسعة أيام"

في سياق آخر، ذكر يلدرم أن أكثر من مليون مواطن تركي استخدموا جسر عثمان غازي الرابط بين ولايتي كوجا إيلي ويالوفا، خلال تسعة أيام، معربًا عن شعور الحكومة التركية بالفخر من تمكن مواطنيها من الاستفادة من الجسر خلال إجازة العيد موفرين على أنفسهم الكثير من الجهد والوقت والوقود.

ولفت يلدرم الانتباه إلى أن جسر عثمان غازي مكّن 30 بالمئة من المواطنين من الانتقال عبر خليج إزميت بشكل مباشر دون الحاجة إلى استخدام العبارات.

وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة أكشام إلى أن جسر عثمان غازي خفّض مدة السفر من إسطنبول إلى يالوفا من تسع ساعات إلى ثلاثة ساعات، وأن أجرة استخدام الجسر تبلغ 35 دولار.

مطار أتاتورك حقق رقمًا قياسيًا

وعن استهداف مطار أتاتورك، قال يلدرم إن "البعض يحاول أن يرهبنا ويفسد اقتصادنا من خلال العمليات الإرهابية، ظانين بأننا سننصاع لتلك الأفعال القذرة ونتخلى عن أهدافنا، ولكن يبدو أنهم لا يعلمون من نحن، نحن الذين لم نتقوقع بل زادنا الإرهاب قوةً وعزمًا وعملنا بكل نشاط، إذ تجاز عدد الطائرات الصاعدة والهابطة من مطار أتاتورك خلال عيد الفطر السعيد ألفين و443 طائرة، ويعد هذا رقمًا قياسي منذ تأسيس الجمهورية التركية وحتى يومنا هذا".

العلاقات مع إسرائيل

وتطرق يلدرم للسياسة الخارجية، مشددًا على أن العلاقات التركية مع روسيا وإسرائيل عادت إلى ما كانت إليه في السابق، ومشيرًا إلى أن من يدعي بأن تركيا تخلت عن فلسطين من أجل مصلحتها سيخيب أمله، فتركيا حققت الشروط الثلاث التي أصرت عليها خلال عملية المفاوضات.

وعلى حد قول يلدرم، فإن تركيا لن تترك الفلسطينيين وستعمل على تقديم كافة الخدمات التي تحتاجها غزة، وإن المنطقة الصناعية والمستشفيات المتطورة ومحطة الكهرباء وغيرها من الخدمات والاستثمارات التي ستعيد الحياة لغزة سيتم إنجازها خلال فترة وجيزة.

كل ما تحتاجه غزة سيتحقق ولكن السياسة مع إسرائيل تحتاج إلى نفس طويل، على حد قول المحلل السياسي ياسين أقطاي الذي يوضح في مقاله بصحيفة يني شفق "ما الذي لا تشمله الاتفاقية التركية الإسرائيلية؟" أنه كان من المستحيل أن تخطو تركيا أي خطوة ليست في صالح الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن تركيا تعمل وفقًا لسياسة النفس الطويل، وتوقيعها اتفاقية تطبيع مع إسرائيل لا يعني إطلاقًا تراجعها عن مبادئ دعمها المطلق لفلسطين وحقوقها.

العلاقات مع روسيا

وفي إشارته إلى مسار العلاقات التركية الروسية، أفاد يلدرم بأن العلاقات الاقتصادية عادت بسرعة فائقة إلى نصابها السابق، منوّهًا إلى أنه بلقاء الرئيسين أردوغان وبوتين ستعود مياه العلاقات المتبادلة بين تركيا وروسيا إلى مجاريها السابقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!