أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

هل ستسلم أمريكا فتح الله غولن لتركيا أم لن تسلمه؟ طالما أن هذه المسألة مستمرة على هذا النحو فيتوقع أن نصل إلى هذه النقطة: "كيف ستستمر العلاقات التركية الأمريكية؟ أو هل ستجري إلى نهاية المطاف؟".

نحن منزعجون من سياسات أمريكا في الشرق الأوسط الصريحة على الملأ، فهي التي دعمت الانقلاب في مصر وأعطت الضوء الأخضر لبشار الأسد في سورية ليقتل الشعب السوري بعدها زرعت تنظيم بي كي كي على الحدود التركية، وأرادت تحويل الأزمة التركية إلى أزمة سورية، أمريكا التي لا تكترث أبدا لما يحصل في تركيا من إخلال الأمن وعدم الاستقرار.

هذا المنهج من عدم المبالاة التي تنتهجه أمريكا يزعج الإدارة التركية كثيرا بل وتعلم أمريكا بانزعاج تركيا.

ويتراود إلى أذهاننا تقييم لهذا الموضوع على النحو التالي:

أردوغان بقيادته الحكيمة يعمل على تغيير العالم الإسلامي للأفضل، وأمريكا والغرب منزعجون من هذا التغيير، فهم الذين دعموا مخربي الديموقراطية في مصر وهم الذين أعلنوا حماس منظمة إرهابية بعد فوزها بالإنتخابات في فلسطين وهم الذين أوقفوا الربيع العربي، لكن الآن لقد تغير الشرق الأوسط وأصبح مخالفا لمرادهم وتركيا لم تعد تركيا القديمة التي كانت تناسب هواهم.

لقد شهدت تركيا منذ أسبوعين محاولة إنقلاب فاشلة استهدفت شخص الرئيس أردوغان، ولو أن هذا الانقلاب قد مس أردوغان بسوء لاقدر الله  لكان قد حدث شرخ كبير في العالم الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط وبالتأكيد سيضربون تركيا بعد مصر وسورية وسوف نرجع 100 سنة للوراء.

كل الأدلة والمؤشرات تشير إلى أن الأطراف التي تقف خلف محاولة الإنقلاب الفاشلة هو جماعة فتح الله غولن وأمريكا التي تحميه، والكل يعلم تطابق آراء غولن وأمريكا السياسية حول موضوع تطبيق شكل السياسية "الإسلام السياسي-الإسلام المعتدل" في الشرق الأوسط.

لقد خسر 250 إنسان حياته جراء محاولة الانقلاب الفاشلة وهناك الآلاف من الجرحى والشعب سيصب جام غضبه على غولن وحاميته أمريكا المسببين الرئيسيين لهذا الانقلاب الفاشل لأن الكل متفق على أنه لو نجح هذا الانقلاب لكانت أمريكا وصفته "بتحرر الديموقراطية" كما وصفته عندما دعمت انقلاب السيسي في مصر، ولهذا فإن قضية تسليم غولن لتركيا متعلق بشكل العلاقات الإستراتيجية الأمريكية التركية.

حتى الآن لا يبدو أن أمريكا تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد كتركيا لأن واشنطن تطلب إتمام الإجراءات اللازمة لإثبات دلائل تورط غولن وكأن أمريكا تماطل بتسليمه لإشغال تركيا.

بلاشك تصدع العلاقات التركية الأمريكية ليس بجديد فتوتر العلاقات التركية الإسرائيلية كانت جزءا من هذا التصدع.

ولنسأل هذا السؤال:

لماذا غولن رجل مهم لهذه الدرجة بالنسبة لأمريكا؟

وتركيا لا تجد أي حجة أو أي مبرر للاهتمام بهذا الشخص.

ولنطرح هذا السؤال: إذا أيا من هؤلاء صاحب هذه النية السيئة؟ ولننظر إلى الأدوار التي يلعبونها في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ولنبدأ بأمريكا وحلفائها وشركائها الاستراتيجيين في المنطقة.

من المستحيل أن تستمر علاقاتنا مع أمريكا بهذا الشكوك، وأمريكا أمام خيارين إما أن تستمر في الدفاع عن غولن قائد المنظمة الإرهابية وإما أن تزيله نهائيا.

أمريكا ستختار وتركيا سوف تختار.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس