يشار حجي صالح أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد النهوض الذي عاشته تركيا في العشر سنوات الماضية جعل أباطرة هذا العالم من الرئيس أردوغان هدفا لهم في سبيل ايقاف هذا التطور والصعود المشرق، وما حادثة الانقلاب الأخيرة إلا محطة من محطات الحرب المفتوح التي أعلنها هؤلاء الأباطرة على أردوغان والشعب التركي، فخلال الفترة الماضية ومنذ حادثة "دقيقة واحدة" في دافوس استهدف هؤلاء الأباطرة أردوغان وفي كل المستويات آملين بإسقاطه وإزاحته عن الصورة السياسية في المستوى الإقليمي والعالمي، فأردوغان الذي صدح وأعلن وقوفه والدولة التركية بجانب الحق والعدل والمظلومين كان وما يزال عقبة في طريق هؤلاء المجرمين.

في حربهم المفتوحة هذه استخدموا كل أنواع التشويه والدعاية السوداء والأكاذيب التي ما انزل الله بها من سلطان من أجل إبعاد وتنفير الناس من الرئيس أردوغان، لكن وعندما فشلوا في هذه اللعبة جن جنونهم وتبنوا الإرهاب طريقا جديدا يرومون من خلاله الوصول للهدف، لم يكتفوا بتنظيم إرهابي واحد بل جمعوا كل إرهابيي المنطقة حتى يّكتّفوا تركيا ويدخلوها في فوضى الثقب الأسود.

خططوا لأحداث حديقة غيزي وما صاحبها من توترات اجتاحت مستويات واسعة في البلاد؛ لكنهم منو بفشل كبير. قاوموا الحملة الأمنية التي استهدفتهم إثر إعلانهم تنظيما إرهابيا حتى قرروا المضي في انقلابهم الآثم الذي كانوا يحضرون له منذ أربعين عاما، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا كان لهم كالقشة التي قصمت ظهر البعير. نعم لقد كانت ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو ليلة سوداء عليهم عندما اخرج رئيس الجمهورية هاتفه النقال وتكلم مع الشعب مخاطبا إياه بخطاب الحرية والديمقراطية.

نجح الشعب وانتصر عندما قدم دماءه رخيصة دفاعا عن ديمقراطيته، فبشهدائه العظام استطاع إفشال مخطط دولي كبير كان يستهدف مستقبل تركيا باسم "إسقاط أردوغان". فلماذا يا تراه يكره كل أولئك الأعداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؟ ما الذي منعه عنهم حتى يغضبوا كل هذا الغضب؟ وما هو الأمل الذي ما زال يراه رأس الأفعى عندما خرج وطلب من الغرب إسقاط أردوغان؟ ما هي مشاكله مع أردوغان وتركيا حتى يتمادى في غيّه إلى هذا الحد؟

إجابات هذه الأسئلة سهلة وبسيطة، فهم لا يريدون لتركيا إرادة سياسية حرة تُحكم من قبل أتراك، بل يريدون تركيا بلدًا تابعًا كليًا لهم تفعل ما تؤمر وتنتهي عما تُنهى عنه كما كانت من قبل أيام الحرب الباردة، لا يريدون دولة تقف عثرة في وجوههم وهي تنصر المستضعفين والمظلومين، ولهذا استهدفوا أردوغان كرمز لكل هذ العداء، وفي استهدافهم هذا لم يتركوا وسيلة للحرب والخصومة إلا وسلكوها، حتى وصل بهم الحال أن جعلوا من أردوغان ذلك الدكتاتور الذي يجب الإطاحة به، ونشروا تلك الدعاية السوداء على كل قنواتهم الداخلية والخارجية وحتى الغربية منها يروجون فيها كل تلك الصور القبيحة باسم الغرب وديمقراطيته!

تنشر مجلة الإكونوميست الإنجليزية أهم الشخصيات المتوقعة لكل عام في بدايته، لكنها وفي بداية هذا العام نشرت الكثير من الشخصيات منهم المهم ومنهم غير المهم، ولم تنشر صورة الرئيس أردوغان كشخصية مهمة في الوقت الذي نشرت فيه صورة المجرم بشار الأسد والإرهابي فتح الله غولن، نعم إنها رسالة واضحة بأنه وحتى نهاية هذا العام سيبقى الأسد وسيبرز فتح الله غولن لكن لن يكون هناك أردوغان! تبا للعبتكم الفاشية الإمبريالية القذرة... "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" نعم أرادوها انقلابا أسود... لكن الشعب أفشل ما صنعت أيديهم الآثمة وأشعلها حرب جناق قلعة جديدة... حرب استقلال جديدة بعنوان الديمقراطية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس