كورتولوش تاييز – صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس 

 ألم نفهم اللعبة التي وضعها المحور العالمي؟ هل بوسعنا حل هذه اللغز – على حد تعبير هاشمت بابا أوغلو – المتحكم بذلك النظام العالمي؟ وهل نعلم ما المراد من القيام بمحاولة انقلاب أو احتلال 15 من تموز/ يوليو؟

لأننا لم نتمكن حتى الآن من استيعاب ما الذي خططت له القوة المتحكمة والمسؤولة عن تنظيم الانقلاب تجاه هذه الدولة بشكل كامل. وفي واقع الأمر إن مفتاح الدولة ليس بحوزة الشعب إلى الآن؛ بل بحوزة القوى التي أسست كافة الشرايين الدقيقة لنظام جماعة فتح الله غولن الإرهابية، وعمدت إلى نشر هذا التنظيم في المدن والجبال، وأدخلت بي كي كي إلى داخل المنزل.    

وبما أننا عاجزون عن ادراك وحل ذلك الدهاء والقوة المالكة لمفاتيح المنزل، فإن ادراك أو فهم كل من تنظيم فتح الله غولن وبي كي كي لا أهمية أو فائدة لوجوده.

فقد سبق وأقام مستأجرون آخرون فيه قبل بي كي كي وتنظيم غولن. لأنه بالنهاية مجرد منزل بالرغم من كثرة المقيمين فيه. يذهب أحدهم فيأتي آخر؛ ولكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير حتى الآن هو القوة المالكة لمفتاح ذلك المنزل. والتي تعمل فقط على تجديد تلك الكيانات القاتلة والعميلة للإيجار أو مستأجرة بما يناسب روح العصر. 

بالإضافة إلى صياغة السياسة الداخلية والخارجية التركية بتوجيه وتحت سيطرة مركز تلك القوة مدة طويلة من الزمن. وفي الوقت الذي يتم فيه اتخاذ خطوات صحيحة من قبل المسؤولين السياسيين لصالح الشعب، تحاول هذه القوة على العموم تمهيد الطريق بواسطة الكلمات المنمقة والخطابات الحماسية للتقدم نصب الكمائن.

ولأن الرئيس القائد أردوغان حاول الالتفاف على ذلك المحور العالمي أصبح مستهدفاً. يهدف وصفه "بالرجل غير مرغوب به" إلى تبرئة رجال داخل "العقلية المتفوقة" الذين يستهزئ بعضهم به إلى الآن. بالإضافة إلى إرسال أفواج من القتلة دون توقف نتيجة محاولته صياغة السياسة الداخلية والخارجية، وإعادة البناء وفقاً لمصالح الوطن والأمة.  

كما كان الهدف من محاولة الاحتلال أو انقلاب 15 من تموز هو القضاء بشكل كامل على "تركيا أردوغان"، وتخطيط الدولة والسياسة مجددًا. وبالطبع ليس المقصود بحديثهم عن "التخطيط" "جلب الاستقرار" أو "النظام"؛ بل وضع خارطة طريق دموية أمام تركيا. إضافة إلى إدراج الحرب الأهلية والتقسيم ضمن هذا المخطط. 

لأنه في حال استطاع انقلاب 15 من تموز بلوغ غايته المرجوة، لتمكن من فرض نظام جديد على تركيا بواسطة وكلاء إعلاميين وسياسيين، وجنود تم إعدادهم من أجل امتلاك تأثير على الدولة عقب القضاء على تركيا الموجهة من قبل رئيس الجمهورية. ولهذا يجري الحديث عن قوة أكبر من تنظيم فتح الله غولن الذي نفذ انقلاب 15 من تموز. واعتبار هذه القوة وهذه العقلية كيانًا يستخدم التنظيم بوصفه قاتلاً مأجوراً. والبؤرة نفسها التي أصدرت الأوامر لبي كي كي بتنظيم هجمات إرهابية دموية، والتلويح ببطاقة الإرهاب عقب انقلاب 15 من تموز الفاشل.

في الواقع إن الموضوع الأهم عقب الانقلاب هو هل انتقل المفتاح إلى يد أخرى أم لا. من الواضح أنه لا يزال بحوزة ذلك "المحور العالمي" بالرغم من إرادة الأمة ووقوف الشعب بنفسه على باب المنزل تلقائيًا. كما لا يزال الأشخاص والتنظيمات والنظام الذي أنشأ داخل هذا المحور في أماكنهم الأصلية ذاتها. ولكن وقوف الشعب باستعداد ويقظة على باب المنزل من أجل ردع ذلك العدو. يعد نجاحاً كبيراً بالنسبة لتركيا. وبناء عليه بإمكاننا امتلاك مفتاح المنزل في حال أقمنا ترابطاً ضمن الوحدة والمساواة، ولم نستغرب من غايات أمتنا.   

وفي الإعادة إفادة. إن المفتاح لا يزال بحوزة "المحور العالمي"؛ ولا تزال هذه القوة العميقة تمتلك المقدرة على تنفيذ عمليات أخرى. ولكن من الصعب على هذه القوة الوصول إلى تركيا التي تفتقدها من دون استئصال الدولة والنظام من الداخل. 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس