الأناضول

أكد السفير التركي في عمان، "سادات أونال"، إن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها بلاده منتصف الشهر الماضي "وحدت الشعب الذي لا يريد أي تدخل بمنظومته الديمقراطية من الخارج".

جاء ذلك خلال مشاركة "أونال" في الندوة التي نظمها "المرصد الديمقراطي السياسي الأردني" (مستقل)، الأربعاء، للحديث عن تداعيات وأثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا على يد فئة محدودة من الجيش.

وقال السفير التركي إن "هذه المحاولة أثارت الكثير من التأمل والتعايش والتساؤل، وأود أن أشير إلى حقائق أساسية ومهمة تتعلق في هذا الموضوع، وهي أن المحاولة لم تكن تعزى إلى القوات المسلحة؛ فالقيادة العامة لم يكن لها دور بل كان هناك جزء بسيط من داخل الجيش، وقد كان هذا الجزء منتمي انتماءً مباشراً لمنظمة غولن الإرهابية".

وأضاف أن "هذه المنظمة تشبه العصبة التي يوجد لها تسلسل ومراجع وقد تقاسموا في أنشطة الدولة من قضاء وإدارة وغير ذلك، وقد بدأ هذا من ثمانينات القرن الماضي، وقد استثمروا واستغلوا مشاركة البعض معهم منذ بداياتهم في المدارس، واعتمدوا على الاختراق والاعتناق في عملية التجنيد، ويركزون في ذلك على الشباب وأصحاب الحاجة".

وتابع: "تتفرد هذه التجربة بأنها أول مرة تستخدم صيغ إرهابية فيها؛ فتركيا لم تخلو من محاولات انقلابية تاريخية، ولكنهم استخدموا هذه المرة الأسلحة والطيران وغير ذلك، وهذا أدى إلى مقتل 240 من رجال الأمن والمواطنين وجرح ألفين آخرين".

وأشار السفير التركي إلى أن "السمة الأخرى والإيجابية هو أن إخماد هذه المحاولة تم بموقف شعبي تركي وموقف الرئيس (رجب طيب أردوغان) والقيادة والبرلمان، الذي تم استهدافه من الانقلابيين، ولكنهم (أي نواب البرلمان) رغم ذلك استمروا بجلستهم وعادوا أيضاً في اليوم التالي وأصدروا بياناً أدانوا فيه المحاولة الفاشلة".

وبين أن "الحكومة التركية اعتمدت خطوات دستورية صحيحة وأعلنت حالة الطوارئ وهذا منسجم مع الحالة الدستورية التي تعيشها البلاد بموجب المادة 120، كما أنه منسجم مع القانون الدولي والاتفاقيات (...) وردود فعل الغرب حول ما جرى في تركيا كان مهتماً بالإجراءات التي تم اتخاذها ومدى توافقها مع حقوق الإنسان ولم نرى منهم صراحة واضحة ضد الانقلاب وهذا شيء مؤسف".

وحول الأعداد التي تم اعتقالها في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة، قال "أونال" إنه "لا شك أنها أعداد كبيرة، ولكن لا يمكن أن تتوقع من أي بلد يحدث فيه محاولة من هذا النوع ألا يتخذ إجراءات رادعة تهدد وجوده، وهذا لا يعني بأننا غير ملتزمين بالقوانين وحقوق الانسان بل نحن ملتزمين بذلك".

واختتم أونال حديثه بالتأكيد على أن "الموقف في تركيا مسيطر عليه والاقتصاد قوي والمصارف تعمل والسيولة المالية في البلاد كافية، والسياحة تأثرت لكنها استعادت مكانتها تدريجياً (...) وهذه التجربة وحدت الشعب التركي وقوته، والشعب التركي لا يريد أي تدخل بمنظومته الديموقراطية من الخارج".

وفي معرض رده على سؤال لأحد المشاركين حول حقيقة ما تداوله البعض في أن ما حدث في تركيا سيناريو غير حقيقي، قال "أونال" إن "هذه قضية تدعو للضحك، فلا يمكن لأي رئيس أن يهدد دولته وكيانه ويفتعل مثل هذا الأمر".

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!