
ترك برس
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا دولة قوية وليست جديدة ولديها خبرة تمتد لمئات السنين، وذلك في كلمة له أمام ممثلي المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقرة يوم الخميس.
وقال أردوغان إن بلاده لم تتخذ جميع التدابير والاحتياطات عن طريق الصدفة، مضيفًا أن العالم يتغير بشكل كبير، داعيا إلى نشر الحقوق والعدالة بين الناس، ومنح المسلمين ممثلًا قويًا في منظمة الأمم المتحدة.
ودعا أردوغان المسلمين إلى تطبيق مبدأ الآية الكريمة "إنما المؤمنون أخوة" وذلك "لكي تشملنا رحمة الله والواسعة"، مشيرا إلى أن المسلمين يعانون في هذه الأثناء في كل العالم، مضيفًا "لم نجد حلا جذريا لمعاناتهم، لأننا لم نطبق ما أمرنا به القرآن الكريم".
وأضاف الرئيس التركي "علينا الحفاظ على المبادئ والقيم العليا للدين الإسلامي، والعالم الإسلامي بحاجة إلى القرآن الكريم، وسنة نبينا الكريم من أجل تحقيق قفزات نوعية".
وتابع أردوغان "طريق القرآن والسنة هو أعظم الطرق من أجل تحقيق الديمقراطي، والدين الإسلامي بعيد كل البعد عن الإرهاب والجهل"، مبينا أن جميع دول العالم الإسلامي تعاني من جرّاء المؤامرات.
وأردف الرئيس التركي قائلًا إن "الإسلام يأتي من السلام وهو دين السلام ولا يمكن أن نقبل بأن يربط بالإرهاب، ولا تملك أي قوى الحق بربط الإسلام بالإرهاب، ومن يربط الإسلام بالإرهاب إنما يسيء للمسلمين ودينهم".
وأشار إلى أن العالم الإسلامي تحوّل إلى سوق للسلاح، بفعل المؤامرات، مؤكدا أنه لا يمكن لأي أحد أن يسيء إلى الدين الإسلامي، وربطه بمصطلحات إرهابية.
وتابع قائلًا: "ما يقومون به (الغرب) ضد الدين الإسلامي، إنما هو كره لهذا الدين وعدواة له فقط، وقد قاموا بتشكيل جماعات إرهابية لأجل الإساءة للدين الإسلامي".
وبين الرئيس التركي، أن دول العالم الإسلامي أصبحت مثل المختبرات التي تجري فيها التنظيمات الإرهابية تجاربها ومؤامراتها.
وأوضح أن العالم الإسلامي بات غير قادر على حل المشاكل والعراقيل التي تحيط في دوله، ولا يمكن حل المشاكل التي تحيط بالدول الإسلامية، دون اللجوء إلى الوحدة.
وتابع قائلًا إن "القاتل مسلم والمقتول مسلم، هذا هو المشهد في بعض دول العالم الإسلامي لذا علينا تقوية أواصر المحبة والأخوة بين شتى الأطياف في دولنا".
وعبر أردوغان عن شكره لجميع من وقف إلى جانب تركيا من الأمة الإسلامية في محنتها أثناء المحاولة الانقلابية التي شهدتها منتصف الشهر الماضي.
وأوضح أن تنظيم داعش الإرهابي بعيد كل البعد عن الإسلام، مبينا أنه يستغل الأجواء للقيام بعملياته الإرهابية.
وحول سيطرة الأمم المتحدة على حكم العالم، قال أردوغان إنه لا يمكن أن تحكم دول خمسة العالم بأكمله، ولا يمكن أن يستمر الوضع على هذا الحال.
واستطرد الرئيس التركي قائلًا: "سأظل أكرر مواقفي في كل المحافل الدولية، نحن مع المظلومين في كل مكان، و تركيا تأتي بالمرتبة الثانية بتقديم المساعدات بعد الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن هناك دول لا تبحث إلا عن المصالح والمنافع في إفريقيا والدول الأخرى.
وطالب أردوغان الدول الأوروبية الاهتمام بشؤونها وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.قد يأتي يوم تتذوق فيه بعض الدول ما ذقناه.
وبين الرئيس أردوغان أن هناك من يدعي دعم تركيا لتنظيم داعش الإرهابي، "لكنهم هم من قدموا له ولغيره السلاح وقد وثقنا ذلك".
وأوضح أنه "لا يمكننا أن نقف جنبًا إلى جنب مع أي تنظيم إرهابي ومن يقوم بتلفيق الاتهامات والأكاذيب بحق تركيا، قد جانب الصواب".
وأكد أن الغرب يبحث عن عبد ينفذ أوامره قائلا: "لكننا لا نعبد إلا الله فقط ولا نخشى سواه".
وحول سيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي على مناطق في حلب، قال أردوغان إن بلاده على استعداد لمكافحة أي خطر يتهدّدها، مشيرا إلى أن الدول الغربية لم تكن صادقة مع بلاده في اتفاقياتها.
وشدد على مواصلة محاربة المنظمات الإرهابية، مؤكدا أن بلاده لن تتراجع قيد أنملة عن هذه السياسية.
وأوضح أن هناك علاقة متينة تربط بين حزب العمال الكردستاني بي كي كي وتنظيم الكيان الموازي، مشيرا إلى بلاده يقظة وحذره لتلك العلاقة.
وأشار أردوغان إلى أنه لا فرق بين تنظيم غولن والتنظيمات الإرهابية الأخرى، مبينا أن غولن أشد وطأة وخطرًا منها "و تنظيم غولن الإرهابي يشكل وصمة عار على الدين الإسلامي، لأن الله فقط هو أقرب إلينا من حبل الوريد وليس غولن كما تدّعي جماعته".
وقال إن بلاده تملك خبرة واسعة على صعيد مكافحة الإرهاب، إلى جانب التطور والتنمية على مختلف الأصعدة.
وانتقد أردوغان ردود فعل الغرب حيال المحاولة الانقلابية والتي تمثلت بالقلق على اعتقال الانقلابيين، مضيفًا أنهم لم يأتوا للتضامن مع تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وتابع أردوغان: "عندما قتل في فرنسا 5 أشخاص احتشد هناك كل زعماء العالم، ولكن لما تعرضت تركيا لمحاولة انقلاب لم تكن هناك مواقف واضحة للغرب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!