فاتح جكرجي - صحيفة حرييت - ترجمة و تحرير ترك برس

 رئيس الوزراء بن علي يلدرم شرح سيرورة محاولة الانقلاب قائلا:

- تأكدنا من أن كلًا من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي على علاقة مع جماعة غولن.

- لقد قامت هذه الجماعات بعقد اجتماعات قبيل محاولة الانقلاب وبعدها كذلك.

- هذه الاجتماعات تمت في شمال العراق.

صباح اليوم الماضي سنحت لي الفرصة تبادل الحديث مع السيد بن علي العائد من جولة تفقدية بعد هجوم مدينة إلازيغ (معمورة العزيز) وقال بكلمات قاطعة وأكيدة: أن كل شيء أصبح مكشوف وخيوط الخيانة قد بانت وانكشفت.

 فسألته: هل هناك من تطورات جديدة بخصوص الروابط والصلات التي لها علاقة بمحاولة الانقلاب؟

فأجاب: لقد جاءت معلومات استخباراتية ونحن نُقيم ونبحث في الامر، لقد تأكدنا من أن هذه الأحزاب قد اجتمعت لمرة واحدة عل الأقل، فحسب ما وصلنا من معلومات أن هذه الأحزاب قد اجتمعت قبيل محاولة الانقلاب وبعدها كذلك، فعلى الرغم من فشل محاولتهم الانقلابية إلا أنهم عقدوا اجتماعهم.

وأجاب على سؤالي: أين اجتمعوا؟  قائلا: معلوماتنا الاستخباراتية تقول إنهم اجتمعوا بعد التنسيق في شمال العراق ونحن نتعقب هذه المعلومات ونتابع الموضوع عن كثب.

ما يمكننا أن نفهمه أن الدولة جعلت من ملف حزب العمال الكردستاني وملفات جماعة غولن قضية وملف واحد وتركز عملها عليه.

خطة الانقلاب ووقف الهجومات الإرهابية.

إن المعلومات المتسربة من قمة أنقرة تفيد بما يلي:

- حزب العمال الكردستاني وفي سبيل إنجاح محاولة انقلاب جماعة غولن امتنع عن تنفيذ هجوماته الإرهابية.

- عدم نجاح محاولة الانقلاب دفع الحزب إلى العودة لتنفيذ الهجمات الإرهابية من جديد.

- لو قمنا بترتيب الأحداث ووضعناها في تقويم زمني سنفهم أن تركيا خصوصا والمنطقة بشكل عام تتعرض لهجوم واسع النطاق ويمكن إجمال الأحداث وترتيبها كما يلي:

 تم استهداف "العناصر الوطنية" داخل القوات المسلحة التركية بداية ليتم بعد ذلك تعين وتثبيت العناصر الموالية للإرهابيين.

وفي ذات الأوان تم العمل على القضية الكردية والضرب على وتر الأكراد، وتم زرع فكرة "الإدارة الذاتية" في مخيلة الاكراد في سوريا والعراق.

في سبيل السيطرة على المنطقة بشكل عام بدأت تحركات لفتح المجال أمام وضع الاساسات لكيان يضم أجزاء من العراق وسوريا ويصل إلى البحر المتوسط وفي سبيل ذلك تم إيجاد وتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي.

في سبيل وقف الضربات الجوية التركية لحزب الاتحاد الديمقراطي ووقف الضغوطات التركية على الحزب تم إسقاط الطائرة الروسية وافتعال الأزمة التركية الروسية.

في سبيل تحقيق حلم " دولة كوباني والإدارة الذاتية" أوقف حزب العمال الكردستاني عملياته الإرهابية تحضيرا لمحاولة الانقلاب. (آمال حزب العمال الكردستاني من محاولة الانقلاب).

بهذه الكيفية وبهذا الشكل ولدت العلاقة بين جماعة غولن وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي.

 ولو نظرنا إلى الفترة المقبلة... سنجد ان تركيا تحضر لتغيرات جدية في سياستها الخارجية بشكل يعيد التوازن للمنطقة ويستهدف جماعة غولن وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي.

كما أن تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي ستقوم بالإجراءات اللازمة ضد هذه المكائد التي تستهدف حدودها وستتخذ الإجراءات اللازمة ضد هذه المحاولات الغاشمة خصوصا أن بروكسل كانت بمثابة مركز القيادة لمحاولة الانقلاب الفاشلة.

وماذا بعد، ما الذي يمكن أن يحصل؟

يمكننا الإجابة عن هذا السؤال بشقين:

الأول: تركيا سوف تقاوم وتصارع وتعمل من أجل الكشف عن المسؤولين عن هذه المكيدة التي تستهدف وجودها وكينونتها وستعمل جاهدة من أجل معاقبة المسؤولين.

الثاني: تركيا وفي صراعها الوجودي هذا وكردة فعل دفاعا عن النفس ستعيد النظر وستتخذ خطوات تاريخية مهمة بخصوص الشركاء الاستراتيجيين والحلفاء والأصدقاء وستعمل على تقييم ممن ستتلقى الدعم ولمن ستقدمه وفي مقدمة هذا كله ستعمل على استعادة فتح الله غولن زعيم التنظيم الإرهابي.

عن الكاتب

فاتح جكرجي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس