ترك برس

رأى الباحث في شؤون الشرق الأوسط "سمير يورولماز" أن مصر هي أكثر دولة في الشرق الأوسط تابعت محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيرًا إلى أن دعم الإعلام المصري الكثيف للانقلابيين ووقوف مصر ضد إصدار قرار مجلس الأمن قرارًا يستنكر محاولة الانقلاب واستخدام حق تصويتها الرافض لإعلان جماعة فتح الله غولن "منظمة إرهابية" داخل منظمة الاتحاد الإسلامي ونشر الكثير من الأخبار الكاذبة عبر وسائلها الإعلامية ما هي إلا عن مواقف ترسم المعالم الأساسية للموقف المصري حيال محاولة الانقلاب.

وأوضح يورولماز أن الإعلام المصري الداعم لنظام السيسي تمادى في دعمه لمحاولة الانقلاب، من خلال نشر بعض الصحف الهامة، وعلى رأسها صحيفة الأهرام أخبارًا كاذبة بعناوين مثل "الجيش التركي وضع يده على السلطة في تركيا"، مضيفًا أن هذه الادعاءات الطاعنة في الكذب تعكس حجم الانحطاط الذي سقط به الإعلام المصري بعد 3 تموز/ يوليو 2013.

وتعليقًا على رفض مصر للتصويت لصالح قرار مجلس الأمن المستنكر لمحاولة الانقلاب والداعم لبقاء الحكومات الديمقراطية حول العالم، أفاد يورولماز بأن هذا الموقف لا يمثل فقط طبيعة التنافر في العلاقات بين الطرفين، بل يعكس محاولة النظام المصري الدفاع عن جريمته الانقلابية وتسويغها في إطار أكبر المنظمات الدولية.

وبرر المتحدث باسم الخارجية المصرية "أحمد أبو زياد" موقف مصر المعارض للانقلاب، على أنه شأن تركي داخلي لا يحق للدول الأخرى التدخل فيه، ليصف يورولماز ذلك التصريح بأنه إيمائي مُرسل إلى تركيا، بحيث يطلب منها الكف عن سياستها الداعمة لشرعية الرئيس المعزول "محمد مرسي" والنأي بنفسها عن التدخل في الشأن المصري.

ووفقا لمقال يورولماز "الحكومة المصرية ومحاولة الانقلاب الفاشلة" المنشور في مركز دراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية "أورسام"، فإن الموقف المصري حيال محاولة الانقلاب لم يُترجم من خلال المذكور أعلاه فقط، بل تجاوز كل المعقول عبر عرضه على غولن حق اللجوء السياسي إلى مصر في حال رغب بذلك.

يرى يورولماز أن مسألة استقبال غولن كلاجئ سياسي لم تطرح عبر وسائل الإعلام فقط، بل طُرحت من قبل أحد نواب البرلمان المصري أيضًا بشكل جاد، وهذا إن دل فإنما يدل على مسعى مصري لممارسة سياسة الاحتواء تجاه تركيا، وذلك من خلال رفع مستوى التعاون مع الدول المعارضة للسياسة التركية ومع الحركات الإرهابية، على رأسها حزب العمال الكردستاني وجماعة غولن، التي تهدد الأمن القومي التركي.

وقد جاء تأكيد نية مصر لاستقبال غولن في تصريح رئيس الوزراء المصري "شريف إسماعيل" بأن الحكومة المصرية لم تستقبل حتى الآن، أي طلب رسمي من غولن حول الحصول على حق اللجوء السياسي لمصر، ولكن في حال حصلت على طلب بذلك الخصوص، ستعمل جادة لتقييمه، على حد ما يورده يورولماز الذي بين أن تلك الحملة الإعلامية والحكومية المصرية تأتي في إطار سعي الحكومة المصرية لإعلام تركيا بأنها قادرة على استقبال المعارضين السياسيين لها، مساويةً جماعة غولن "الإرهابية" بعناصر جماعة الإخوان المسلمين الذين استقبلتهم تركيا عقب الانقلاب العسكري في مصر.

ويُشير يورولماز إلى أنه لا يوجد أي تشابه بين جماعة الإخوان وجماعة غولن الإرهابية، فالأولى ظفرت بالرئاسة المصرية عبر صناديق الاقتراع وحاولت استخدام حقها السياسي المشروع، أما الأخيرة فحاولت الانقلاب على الحكومة التركية المنتخبة شرعيًا عبر صناديق الاقتراع، موضحًا أن الفرق بين الجماعتين واضح ولا يستدعي أي عملية تحليل مُكثفة.

ويختتم يورولماز بأن الموقف المصري المضاد للحكومة التركية الشرعية لن يتغيّر إطلاقًا سواء كانت الحكومة التركية مستقرة أو متعرضة لأي خطر داخلي أو خارجي، وذلك لأنها الحكومة الوحيدة التي عارضت الانقلاب المصري بشدة، من خلال دعمها للحزب السياسي المخلوع والمحظور في مصر، ولعنها على لسان رئيسهاا ورؤساء حكوماتها الانقلاب والقائمين عليه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!