ترك برس

دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم في وقت سابق إلى عدم الاستغراب في حال حدوث تطورات جذرية في القضية السورية خلال الشهور الست القادمة. وفي لقائه مع الصحافة الأجنبية قبل يومين، أكد يلدرم مرة أخرى أن تركيا ستلعب دورًا محوريًا في حل القضية السورية، مضيفًا أنه يمكن الحديث عن المرحلة الانتقالية، ولكن لا يمكن الحديث عن وجود لداعش وحزب العمال الكردستاني والأسد في المستقبل السوري.

يشير الباحث التركي محرم ساري كايا إلى أن تصريحات يلدرم ليست الأولى من نوعها بالنسبة لتركيا، إذ صرح رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في أيلول/ سبتمبر الماضي بأن من الممكن أن "تكون هناك مرحلة انتقالية قادمة بوجود الأسد، وقد تكون بدونه."

ويوضح ساري كايا في مقاله بصحيفة خبر ترك "أرضية جديدة في سوريا" أن لقاءات جنيف وبروكسل التي كانت تهدف لحل القضية دون الأسد لم تثمر، وبرزت النتيجة المثمرة في القضية السورية مع زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لأنقرة.

ونقل ساري كايا في مقاله عن أحد الفاعلين في السياسة الخارجية التركية أنه لا يمكن الحديث عن تغيّر جذري في السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا، وإنما هناك تغيّر في قواعد وأرضية القضية، لإيجاد بيئة هادئة تساهم في التوصل إلى حل مناسب للأزمة المستمرة لما يقارب الخمس سنوات دون حل.

ليس التعاون الإيراني الروسي استراتيجيًا بحسب ما يعتقد البعض، بل هو تحالف تشوبه المنافسة الشديدة، على حد زعم ساري كايا الذي يُشير إلى أن إيران هي أكثر دولة قدمت ضحايا بشرية في حربها ضد داعش ومن أجل مصالحها في سوريا، لذا فإن منافستها للدب الروسي ومحاولتها لعدم تضييع جهدها وتضحياتها سدى أمر ليس سرًا.

وأفاد ساري كايا بأن التقارب التركي الإيراني المستمر نابع عن اعتراض إيران على التفرد الروسي في سوريا، مشيرًا إلى أن إيران أوضحت انزعاجها في أكثر من مناسبة على نشر الروس لأسلحتهم الدفاعية في سوريا، مما دفعها لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، واقترحت عليها إمكانية التحرك المشترك لإيجاد حل مناسب وسريع يحافظ على سوريا كدولة ويحد من تدخل أي قوة غير إقليمية، وطلبت حتى من تركيا استخدام قاعدة إنجيرليك للوصول إلى ذلك الهدف.

وبحسب ساري كايا، فإن إيران التي ابتعدت قليلًا عن تركيا، عادت لها ركضًا عشية التقارب التركي الروسي، لتذكر تركيا بأنها حليف مهم في سوريا وأن لها حصة من الكعكة، وبذلك تم تشكيل اتحاد تركي روسي إيراني.

ولكن على صعيد آخر، يؤكّد ساري كايا أن أنقرة لا تقبل بأي حل في سوريا لا يشمل التوافق مع حلفائها، موضحًا أن هذا يعني، وبحسب تصريحات رئيس الوزراء، أن إيران ودول الخليج والولايات الأمريكية المتحدة سيتم التنسيق معهم حول أي حل خاص بالقضية.

ويصف ساري كايا هذا التحرك بأنه عبارة عن صيغة جديدة لعملية محادثات جنيف، موضحًا أنها تختلف عن جنيف بالتنسيق الفعلي والميداني الجاد بين الأطراف المتنافرة، والدليل على ذلك إقدام النظام على قصف قوات حزب الاتحاد الديمقراطي في منطقة الحسكة، وكذلك فتح روسيا لخط المساعدات في حلب دليل آخر على أن الأطراف في طريقها لمحاولة حل جادة أُرغموا عليها بعد عدم قدرة أي طرف على حسم الأمر لصالحه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!