محمود القاعود - خاص ترك برس

"تحية من القلب للشعب الأوروبي بمعظمه الذي احتضننا بحب لم يسألنا عن ديننا ولا عن مذهبنا" هكذا كتبت "المثقفة" السورية المنسلخة التي تعيش في أوروبا، تعليقا علي فيديو لمواطن ألماني يغني "صباح الخير يا سوريا"! وعدت ذلك أكبر دليل علي إنسانية الغرب وتسامحه، وحبه للعرب والمسلمين!   

والواقع أن مثل هذه "المثقفة" تحتاج للعلاج النفسي، هي ومن علي شاكلتها من الشعوبيين المنسلخين الكارهين للإسلام والمسلمين، فالغرب الصليبي لا يُقيّم من خلال أغنية لمواطن، إنما من خلال ملايين الأطنان من القنابل والقذائف والبراميل التي يُلقيها فوق رؤوسنا علي مدار الساعة... يُقيّم من خلال دعمه ومساندته للسفاح المجرم بشار الأسد علي مدار ست سنوات... يُقيّم من خلال مطاردته للاجئين، ووضعهم في كانتونات تشبه حظائر الحيوانات، ونعتهم بأبشع التهم، ومحاولة تنصيرهم من خلال ما يُسمي إعادة الاندماج... يُقيّم من خلال تآمره علي بلادنا ودعم الطواغيت الذين يقتلوننا آناء الليل وأطراف النهار، هذا هو معيار تقييم الغرب... وليس من خلال أغنية، وإلا فإن المواطنة المصرية مروة الشربيني، قتلها صليبي ألماني عام 2009م طعنا بالسكين لأنها ترتدي الحجاب. وفي فرنسا بلد "الحريات" وعاصمة "النور"  يجبرون النساء المسلمات علي خلع ملابسهن، تحت ذريعة الحفاظ على هوية البلد! قارن ذلك لو أن دولة مسلمة أجبرت سائحة أوروبية علي ارتداء الحجاب؟!

أوروبا تقتلنا كل يوم... لا يشك في ذلك إلا عميل مريد... ولا نريد إنسانيتهم المزعومة ولا أغنية صباح الخير يا سوريا... فقط نطالبهم بوقف آلة القتل... وبوقف دعم بشار الأسد وأقرانه من طغاة العرب... وبوقف استعبادنا وتغييب عقولنا، وعرقلتنا.

أين إنسانية الغرب من جمهوريات الموز في العالم العربي التي تمتص دماءنا؟ لماذا يعيشون هم في الديمقراطية، ويُسلطون علينا الحكام العملاء لذبحنا وقتلنا وتشريدنا؟ لماذا يعيشون في رفاهية وخير... ويمنعون عنا المياه النظيفة والطعام الجيد؟ أين الشعوب الأوروبية "الإنسانية" مما تفعله حكوماتها؟ أليسوا هم من انتخبوا أنغيلا ميركل وتيريزا ماي وفرانسو أولاند وكلهم يدعمون بشار وجرائمه؟ أليسوا هم من يحترمون الحيوانات بينما لا يحترمون حقوق المسلمين في إقامة نظام حكم يضمن لهم الكرامة والإنسانية؟ لماذا لم يذهب الألماني الذي يُغني صباح الخير يا سوريا إلى أنغيلا ميركل ويطالبها أن تتوقف عن دعم بشار الأسد؟ أليس هذا أنفع للمضطهدين في سوريا؟ أيها المواطن الألماني... هل أتاك نبأ حمزة الخطيب الذي قُطعت خصيتيه علي يد جنود بشار الأسد بدعم من حكومتك؟

إننا لا نريد اللجوء إلى أوروبا ولا نريد الانسلاخ من ديننا وهويتنا... بلادنا أغلى علينا من الدنيا بأسرها... فقط نطالب الشعب الأوروبي أن يكف عن دعم القتلة والمجرمين واللصوص.

وتبقي تحية من القلب للشعب السوري الحبيب الذي ينافح عن الأمة في مواجهة برابرة العصر الهمج من الصليبيين المتوحشين وأذنابهم المنسلخين. ألا إن نصر الله قريب.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس