
ترك برس
رأى نهاد علي أوزجان الخبير في شؤون الإرهاب أنه لا يمكن فصل الانفجار الذي حدث في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا وأودى بحياة 50 مواطنًا عن الأحداث في سوريا، مشيرًا إلى أنه يجسّد انعكاس الأحداث السورية على تركيا.
وأوضح أوزجان الباحث في مركز تركيا للسياسات الاقتصادية، في لقاء مع الجزيرة ترك، أنه بعد دعم تركيا للأكراد في عين العرب استهدفت داعش منطقة سوروج في مدينة شانلي أورفا، ومن ثم تعاقبت الانفجارات من قبل داعش لتشمل عدة مدن أخرى.
ورأى أوزجان أنه مع تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي في منبج، من المتوقع أن تستهدف داعش مواطنين في تركيا على خلفية عرقية، بمعنى أن تستهدف مواطنين أكراد أو علويين أو مناصرين لحزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي كنوع من الانتقام.
كما أشار إلى أن داعش لا تفرق بين مدني ومحارب، فالنسبة لها الكل مستهدف ما دام من نفس الطائفة أو العرق أو الطرف السياسي المحارب لها في بقعة ما، مضيفًا أن إرهاب داعش يستهدف من يستطيع الوصول إليه بغض النظر عن أي أمر آخر.
وحول استهداف مدينة غازي عنتاب، يوضح أوزجان إن غازي عنتاب هي الأقرب إلى سوريا من ناحية جغرافية، مشيرًا إلى أن نقل الإرهابي إلى هناك أو تجنيده وتجهيز الحزام الناسف أسهل من أي منطقة أخرى، ولو استطاعت داعش الوصول إلى مكان آخر لاستهدفته.
داعش وحزب العمال الكردستاني يستخدمان الفراغ الأمني الذي طفا على السطح عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في 15 تموز/ يوليو المنصرم، حسب أوزجان الذي يرى أن الحكومة اليوم مشغولة بتطهير الدولة من عناصر جماعة فتح الله غولن، وهذا ما يشكل فرصة ذهبية للطرفين لتنفيذ أعمالهم الإرهابية لا سيما في جنوب شرقي تركيا.
ومن جانبه، أفاد سرحات أركمان الخبير السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة أخي أفران، بأن المنفذ هو داعش ولكن ينبغي النظر في دافع داعش في عدة مؤشرات أخرى؛ فقد بدأت الاشتباكات بين الطرفين في 17 من الشهر الجاري، وشملت قصفًا بالهاون تجاه تشوبان بي وقصفًا مدفعيًا من قبل تركيا تجاه جرابلس.
وأعرب أركمان عن قناعته بأن التفجير منفذه داعش كما في الأحداث السابقة، ولكنه يختلف عن الأحداث السابقة بكونه مُوجهًا من قبل أطراف أخرى، ويستند أركمان في ذلك على قاعدة سعي تركيا والنظام السوري لتخفيف حدة التوتر المشتعلة بينهما، بغية إنهاء الخصومة وفتح صفحة جديدة، الأمر الذي تسبب في امتعاض أطراف فاعلة على الساحة السورية، على حد زعمه.
كما ذكر أركمان في حديثه لموقع الجزيرة ترك، أن الاشتباكات بين الجيش التركي وداعش كانت محدودة ولا تستدعي التفجير الإرهابي الذي قامت به داعش التي تحاول تركيا تخفيف حدة الاصطدام معها، لتوجيه تركيزها نحو التحرك الكردي الانفصالي، وهذا يزيد من وتيرة الريب في أن داعش تحركت بدفع دافع.
وأشار أركمان إلى أن هناك طرفًا يريد استمرار تقدم قوات الحماية الشعبية الكردية إلى منبج وما بعد منبج، وبالتالي يريد تشتيت ذهن الحكومة التركية نحو الانشغال بالداخل والابتعاد عن التحرك الدبلوماسي أو العسكري في سوريا، والمتأمل فيما بين السطور يعرف من صاحب الغرض في ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!