بريل ديدي أوغلو

ترك برس

صرح مسؤولون أتراك بأن العملية العسكرية تجاه جرابلس تحمل في طياتها العديد من الأهداف السياسية والإنسانية والديموغرافية والجيوسياسية، في ضوء هذه التصريحات كيف يمكن تقييم أهداف ومحاور العملية العسكرية؟

التقى موقع الجزيرة ترك بعدد من الخبراء الأتراك، ونشر تقييمهم للعملية في تقريره "العملية العسكرية في عيون الخبراء".

س: ما هي الأهداف العسكرية والسياسية الأساسية للعملية؟

رأى منصور أق غون أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كولتور بإسطنبول أن العملية تسعى إلى تحقيق أهداف قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد لتركيا، "أما الأهداف قصيرة الأمد فهي إبعاد داعش عن حدودها وتخليص سكان هذه المناطق من ظلمها، وأما الأهداف طويلة الأمد فهي الحيلولة دون نشوء كيان كردي والحصول على دور أساسي في تقرير مستقبل سوريا".

وأضاف أق غون أن تركيا "تهدف إلى تحقيق كل هذه الأهداف عبر العملية العسكرية، وتُشير كل المؤشرات الآن إلى أنها ستنجح في ذلك، فالوضع مهيّأ دوليًا والتخطيط العسكري للعملية قوي، ولا استبعد هنا التنسيق مع أمريكا وروسيا وإيران وحتى النظام السوري."

أوضحت أستاذة العلاقات الدولية بجامعة غلطة سراي بإسطنبول بريل ديدي أوغلو أن "الهدف هو تأسيس تحالف دولي حقيقي يشمل التحالف الذي أسسته الولايات المتحدة ويضم روسيا وإيران لضبط الفاعلين الذين يسعون لتأسيس الدولة الكردية وتسريع عملية حل الأزمة السورية بالحفاظ على وحدة أراضيها."

ورأت ديدي أوغلو أن "تركيا ستبطل نظرية بطولة قوات الاتحاد الديمقراطي البرية، من خلال دعمها لقوات المعارضة وتوجيههم، وبذلك سيتم الاستغناء عن خدماته من قبل أمريكا، وبالتالي ستضمن تركيا راحتها النفسية بعد الحيلولة دون تأسيس خط كردي."

وعن الهدف الاستراتيجي للعملية، قالت ديدي أوغلو إن "تركيا تسعى إلى إرغام القوى الفاعلة الأخرى على حل الأزمة، من خلال التلويح بالدخول إلى مساحات أكبر، وهذا ما سيجبر الأطراف على الجلوس للحل وهناك سيكون دورًا انتقاليًا للأسد ومن ثم التخلص منه."

ومن جانبه، قال الخبير السياسي نهاد علي أوزجان إن "الهدف الأساسي هو حماية الحدود، لأن هناك فقاعةً متعاظمةً لداعش بعد اضطرارها للانسحاب من عدة مناطق،" مشيرًا إلى أن "إيقاف حزب الاتحاد الديمقراطي المتجاوز للفرات دفع تركيا للتدخل على وجه السرعة، فلا يُعقل أن تنتظر تركيا تمدده حتى يشكل تهديدًا لها لا يمكن تحاشيه في المستقبل."

منصور أق غون

س: ما الذي سيُحدث بعد تطهير المنطقة من داعش ومن الذي سيدير المناطق المسيطر عليها؟

قال أق غون إن السيطرة ستكون بيد القوات المجتمعة تحت سقف الجيش الحر، وهذا ما تؤكّده جميع التصريحات الرسمية حتى الآن. كما أشار أوزجان إلى أن الجيش الحر هو الذي سيسيطر على المناطق المحررة، ولكن لا يمكن تجاهل احتمال اندلاع اشتباكات شديدة بين الاتحاد الديمقراطي وقوات الجيش الحر في المستقبل.

في حين رأت ديدي أوغلو أن جميع الدول، ومن ضمنهم تركيا، يرون أن من الأفضل تسليم السلطة إلى النظام المركزي أي نظام الأسد، ولكن هُنا تظهر علامة الاستفهام حول بقاء الأسد ورحيله في المستقبل.

نهاد علي أوزجان

س: هل سيتم إنشاء منطقة حرة في المناطق المحررة وهل سيتم نقل اللاجئين السوريين إلى هناك؟

من الممكن أن تقوم تركيا بإنشاء منطقة آمنة هناك حسب أق غون، ولكن الهدف الأخير لتركيا هو ليس المنطقة الآمنة، بل حل جذري للقضية السورية، فهي تسعى لذلك من خلال تدخلها العسكري.

فيما رأت ديدي أوغلو أن إنشاء المنطقة الآمنة أمر محسوم، وقد أكد ذلك وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو.

وأشار أوزجان إلى أن المنطقة الآمنة غير متفق على إنشائها دوليًا، بل هي منطقة أمر واقع (de facto) فعلية ستُنشِئُها تركيا وستجبر المجتمع الدولي على القبول بها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!