ترك برس

قال نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش إن جماعة غولن استطاعت ترسيخ وجودها داخل الحكومة والأحزاب السياسية، ولم يُخفِ استنكاره لعدم قيام الحكومات السياسية المعاقبة بتقليم أظافر هذه الجماعة منذ زمن طويل، لا سيما في ظل اتضاح المؤشرات على نواياها.

وفي لقاء له مع الجزيرة ترك، أشار كورتولموش إلى أنه مع اتضاح مدى خطورة الجماعة إبان محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو الماضي، فإن هناك 4 دروس يمكن الاستفادة منها:

1ـ حماية الديمقراطية التعددية وتطويرها

رأت الحكومة التركية في 15 تموز فائدة عظيمة تقدمها الديمقراطية التعددية للحكومة الشرعية، فما حدث هو عكس ما جرى في الماضي حين كان يتم قراءة بيان الانقلاب على التلفزيون الرسمي فتنجح محاولة الانقلاب، أما اليوم فقد أثبتت التعددية السياسية والحرية الحقوقية بأنها لصالح الحكومة الشرعية وليست ضدها، وهذا ما ظهر جليًا في الشارع بعد خروج المواطنين من كافة أطياف الشعب مرددين بصوت واحد اسم الديمقراطية، لذلك واجب على الحكومة حماية هذه التعددية وتطويرها.

2ـ تطبيق مبدأ الشفافية

أدركت الحكومة التركية أن مبدأ الشفافية هو السبيل الوحيد لحماية الدولة من تغلغل أي كيان موازٍ غير وطني، وهذا ما دفع الحكومة للتفكير بتعمق حول ضرورة تغيير آليات ومعايير توظيف الكوادر داخل الدولة.

ويوضح كورتولموش أنه بالرجوع إلى التاريخ، لا سيما فترة التسعينات، نجد بأن الجيش اتبع مبدأ توظيف الجنود والضباط من خلال النظر إليهم إن كانوا يقرؤون القرآن أم لا، أو يؤدون الصلاة أو لا، وكان يتم إقصاء القارئ للقرآن والمقيم للصلاة، مما أتاح الفرصة أمام عناصر جماعة غولن الذين تظاهروا بالعلمانية لدخول الجيش والوصول إلى مواقع حساسة فيه.

ويشير كورتولموش إلى أن الحكومة الحالية لن تتبع هذا المعيار الفاشل، بل سيتم اتباع معايير تتّسم بالشفافية مثل المؤهل والجدارة والإخلاص هي المعايير التي سيتم اتباعها في عملية التوظيف التي ستشمل جميع المواطنين الأتراك.

3ـ توسيع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية

يعتقد كورتولموش أن كثيرًا من الدول تريد بأن تظل تركيا بعيدة عن الديمقراطية والحرية، ويقول: "نقول لهم لن تكسروا إرادتنا في جعل تركيا من الأمثلة النموذجية للدول الديمقراطية الحرة".

4ـ ضرورة نبذ الاستقطاب السياسي

تعتمد جميع الأحزاب السياسية التركية بلا استثناء تعتمد على بيئة الاستقطاب السياسي في دعاياتها الحزبية حسب كورتولموش، ولكن إبان 15 تموز اتضح بأن هذه السياسة ليست ضرورية للنجاح، بل فاشلة ولا فائدة منها سوى إحداث تنافر سياسي واجتماعي، وتبيّن كم أن سياسة الوحدة قادرة على صد أي خطر يمكن أن يهدد الديمقراطية.

يؤكّد كورتولموش أن السياسة ليست ساحة عداء بل ساحة منافسة يجب على الجميع الالتزام بمبادئها الأخلاقية التي تُبقي على اللُحمة الوطنية مهما كان حجم الخلاف السياسي والإيديولوجي، مضيفًا أن الحكومة تعمل على تطبيق هذه الدروس على الواقع بأسرع وقت ممكن وأنها قامت بإجراء بعض الإصلاحات الجذرية داخل الجيش، حرصًا على منع أي محاولة انقلاب أخرى.

كما دعا نائب رئيس الوزراء التركي كافة الأطراف إلى الوقوف بجانب الحكومة وتوفير السقف السياسي والإعلامي لها لكي تتمكن من تحقيق الإصلاحات الديمقراطية التي تحول دون حدوث انقلابات وتكفل لجميع المواطنين حقهم في الاستفادة العادلة من وظائف الدولة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!