رابح بوكريش - خاص ترك برس

إننا لم نعد نستطيع أن نسكت عما يحدث في غزة والتي تقع  تحت ضغط هائلٍ من الحصار المستمر، الذي يُكمل حاليًا عامه العاشر.

أدت القيود المصرية المفروضة على انتقال الأفراد عبر معبر رفح، الذي ظل مغلقًا في الأغلب، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2014.

كنا نتوقع أنه بعد أن تحكم السيسي في السلطة، أن يكون رحيما بأبناء القطاع، يفتح الحدود لوصول كل ما يحتاجونه من طعام لملء أمعائهم الفارغة، والحليب، وأكياس الاسمنت لإعمار بيوتهم المهدمة من جراء القصف، حيث يعيش ستون ألف إنسان في الخيام أو في كهوف حفروها وسط ركام هذه البيوت المهدمة، تعطل جميع المصانع وزيادة نسبة البطالة لتتجاوز الـ80% لتصبح أعلى نسبة بطالة في العالم، إضافة لنقص حاد في الأدوية والمواد الطبية كافة، ووفاة نحو 400 مريض خلال 9 أشهر فقط لعدم تمكنهم من السفر للعلاج في الدول الأخرى أو لنقص المعدات والادوية اللازمة لعلاجهم.

ولكنه لم يفعل أكثر مما فعل نتنياهو. إن ما تقوم به السلطة المصرية في غزة... قد أثار في الضمير المصري موجة من الغضب، وهذا دليل على أن الشعب المصري غير راضٍ عمّا يتعرض له الإنسان في غزة. ويبقى أن الفرق بين نظام مصر والكيان الصهيوني فرق زهيدا من هذه الناحية والدليل على ذلك أن الرسميين في مصر يغمضون أعينهم عمدا عن هذا الحصار المنافي للإنسانية أو عندما يعرفونه لا يجرؤون على قول الحقيقة!!. إننا نأسف شديد الأسف أن لا يعرف المسؤول المصري كيف يرفع الكابوس عن أخيه المسلم في غزة، إن مصر العزيزة على قلوبنا كانت دائما محترمة حتى في ساعات انهزامها ، وإن العالم اليوم ينظر إليها ويزن تصرفاتها مع شعب غزة بشيء من الاحتقار لأن الادعاء بأنه ليس هناك حل لمعضلة الحصار ادعاء ساذج. التحالف المصري الإسرائيلي على حصار غزة  وصل ذروته إذ نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا للأكاديمي الأمريكي ستيفن كوك يقول فيه "... نظرًا للدعاية المعادية لكل من جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس في مصر، والتي تقوم عليها شرعية الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بشكل جزئي، فإن الحصار على غزة يخدم مصالحه السياسية وأهدافه عموما".

عن الكاتب

رابح بوكريش

كاتب جزائري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس