رابح بوكريش - خاص ترك برس

حسم المرشح الجمهوري دونالد ترامب المعركة الانتخابية لصالحه في سباق رئاسي تاريخي.

وأعلن ترامب في كلمة ألقاها أمام أنصاره أنه سيكون رئيسا لجميع الأمريكيين، داعيا المواطنين الأمريكيين لتعزيز وحدتهم بعد الانتخابات. وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية فقد قال: "سأسعى لإقامة علاقات جيدة مع كافة الدول التي ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. ما زالت الكثير من العواصم الدولية تسودها الى حد الآن الدهشة والاضطراب بعد فوز ترامب.

والسؤال الافتراضي هنا هو: هل صح العزم فعلا من أمريكا أن تغير سياستها القديمة؟ أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه ظاهرة عالمية ذات قيمة عظمى وهي بروز الصين كقوة اقتصادية ويقظة الشعوب الأخرى واندفاعها في تحررها السياسي، وهذا معناه أن أمريكا لم تعد ذلك البلاد الذي يجمع أغلب دول العالم حوله و تتولى فيه الزعامة من الناحية المعنوية والاقتصادية والسياسية . هذا هو برنامج أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية.

ولكن يبدو أن ترامب لم ينظر الى هذا البرنامج لذلك ستصادفه الكثير من الصعوبات لتطبيق ما جاء في حملته الانتخابية. هذا هو نظام أمريكا! ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يتغير هذا البرنامج. إنه لا يوجد أحد في أمريكا مؤمن بأن ترامب  يستطيع  أن يغير برنامج أمريكا وهذا معناه أن افكار الرئيس الجديد ستصبح سجينة في دائرة مغلقة – عندئذ سيتغير ترامب ويطبق برنامج أمريكا. وبصفة أدق عندما يكون الناخب معك فليس ذلك دليلا على أنك تستطيع أن تطبق ما تريد عندما تفوز.

وبالرغم من العوائق التي تقف في طريق ترامب – فأنه سيحاول أن يقوم ببعض الأشياء حتى يثبت أنه رجل نزيه من جهة ومن جهة أخرى سيتخذ بعض المواقف لصالح أوروبا حتى يثبت لهم أن نظام ترامب في صالح أوروبا... لكن هذه الأخيرة متخوفة جدا من أن يصل الى الحكم في اوروبا  شخصيات مماثلة. وهذا إنذار موجه الى القادة في أوروبا ولا أحد منهم أن يتجاهله.

ونحن نعلم أن الديمقراطية هي التي وضعت هتلر في الحكم. إن هذه المسألة مهما تكون معقدة فإنه لا مفر من أن تطرح فيها مسألة الأحزاب المتطرفة خاصة في ظل سخط الرأي العام الأوروبي على الحكومات الحالية سخطا قاسيا.

في كل الأحوال ترامب ليس ساذجا و يقبل أن يكون مجرد سد الفراغ.

عن الكاتب

رابح بوكريش

كاتب جزائري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس