مراد يتكين - حرييت ديلي نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس

ضرب الشعب التركي والأحزاب السياسية - الذين تحدوا محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو - "مثالًا للناس في جميع أنحاء العالم، في السعي من أجل الحرية للعيش في سلام وكرامة"، وفقًا لنائب الأمين العام في الأمم المتحدة.

في مقابلة مكتوبة مع صحيفة حرييت بعد زيارة إلى أنقرة يوم 30-31 آب/ أغسطس، قال جيفري فيلتمان أيضًا إنه "مُدَمَرُ لرؤية الدمار" في مبنى البرلمان الناجم عن أولئك الأفراد في القوات المسلحة الذين هاجموا شعبهم وممثليهم.

ودعى فيلتمان إلى تقديم مرتكبي محاولة الانقلاب إلى العدالة فيما يتعلق بالحقوق والحريات، مرحّبًا بالتصويت بالإجماع للبدء بتحقيق برلماني في محاولة الانقلاب.

مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، والرقم اثنان في الأمم المتحدة فيلتمان قال إن دور تركيا في التوصل إلى اتفاق سياسي ومرحلة انتقالية في سوريا كان أساسيًا.

وفيما يلي إجابات فيلتمان على أسئلة صحيفة حرييت.

- لماذا تأخر مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة شهرًا ونصف لزيارة تركيا بعد محاولة الانقلاب الدموية في 15 تموز؟ ألم يكن ممكنًا للسيد بان كي مون القدوم لتركيا في جدول أعماله المزدحم لإظهار تضامنه مع الشعب التركي؟

كان الأمين العام من بين أول، وإن لم يكن الزعيم الدولي الأول، المندد بشكل تام لا لبس فيه بمحاولة الانقلاب أثناء تكشفها، مما يؤكد بوضوح أن التدخل العسكري في شؤون أي دولة هو أمر غير مقبول، وأن من المهم للغاية بسرعة وبشكل سلمي دعم الحكم المدني والنظام الدستوري وفقًا للمبادئ الديمقراطية.

وتحدث الأمين العام لكل من الرئيس (رجب طيب) أردوغان ووزير الخارجية (مولود) تشاووش أوغلو عندما كان وقتهم متاحًا للاتصال فورا بعد هذه المحاولة المروعة وغير المبررة لإسقاط النظام والمؤسسات الديمقراطية في تركيا.

كان الأمين العام قد تمنى كثيرًا لو تسنّت له الفرصة لزيارة تركيا. وهو يتأسف بشدة على عدم وجود أي مرونة في جدوله الزمني الضيق للغاية في سنته الأخيرة في منصبه والاستعداد لأسبوع الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وهكذا طلب مني تأجيل حضوري في زيارته الحالية إلى آسيا لزيارة أنقرة نيابة عنه وإطلاعه مباشرة على المشاورات التي أجريها عند انضمامي له في سريلانكا.

وفي نهاية هذا الأسبوع، التقى الأمين العام بالرئيس أردوغان في قمة مجموعة العشرين ليكرر شخصيًا تضامن الأمم المتحدة مع الحكومة والشعب التركي في هذه الأوقات العصيبة. وأعرب عن إعجابه بالشعب التركي المحتشد للدفاع عن ديمقراطيته. فمن خلال حبهم للديمقراطية ولوطنهم، هم مصدر إلهام للناس في جميع أنحاء العالم.

- هل كنت قادرًا على التحدث مع زعماء المعارضة، بالإضافة إلى أعضاء الحكومة في أنقرة؟ ماذا قالوا لك بشأن مَن يقف وراء هجوم الانقلاب الفاشل؟

اسمحوا لي أولًا أن أعرب عن صدمتي لما شاهدته خلال زيارتي لمبنى البرلمان في أنقرة - من غير المعقول أن تهاجم مجموعة داخل القوات المسلحة لدولة شعبها وممثليها في البرلمان. أنا شعرت بالصدمة من رؤية الدمار ويمكنني أن أتخيل إلى أي مدى يجب أن تكون الثقة محطمة بين الناس.

لذلك أنا مرتاح أكثر لشجاعة وتصميم الشعب التركي الذي دافع عن الدستور والديمقراطية ردًا على محاولة الانقلاب. ضرب الشعب وجميع القوى السياسية بوحدتهم مثالًا للناس في جميع أنحاء العالم، الذين يناضلون من أجل الحرية والعيش في سلام وكرامة.

 بعد زيارتي إلى البرلمان، كان لي شرف مناقشة التطورات، وتم إطلاعي على آخر التحقيقات الجارية من قبل سعادة بن علي يلدرم رئيس الوزراء التركي. كما عقدت مشاورات شاملة مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية التركية حول التطورات الدولية والإقليمية، نظرا لدور تركيا الأساسي في معالجة العديد من الصراعات والتحديات، مثل الهجرة المستعصية اليوم.

وفي حين كان وقتي في أنقرة للأسف محدودًا، إلا أننا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لا نتابع التطورات في تركيا وفي المنطقة عن كثب، ولكننا أيضًا على اتصال منتظم مع البعثة التركية الدائمة وممثلي مختلف القوى السياسية في البلاد، بما في ذلك مؤخرًا وفد برلماني.

- ما هو رأيك بعد مناقشاتك في تركيا حول مرتكبي محاولة الانقلاب؟ وكدبلوماسي خدم في مناصب عليا في الحكومة الأمريكية، والآن كمسؤول كبير في الأمم المتحدة، ما الذي يمكنك أن تقوله عن دور فتح الله غولن وأتباعه؟

كما ذكرت، الأمين العام في بيانه العلني في يوم محاولة الانقلاب، أكد أن التدخل العسكري في شؤون أي دولة هو أمر غير مقبول. وفقًا لذلك، نعتقد أنه يجب أن يُقَدَمُ مرتكبو مثل هذه الأعمال إلى العدالة مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والحريات، بما في ذلك محاكمة عادلة وضمانات لمحاكمة عادلة، كما هو منصوص عليه في القانون الدولي لحقوق الإنسان، وكذلك القواعد والمبادئ الديمقراطية.

لذا أنا متفائل بموافقة البرلمان التركي بالإجماع في 28 تموز/ يوليو على تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في محاولة الانقلاب الفاشلة.

بفضل تحديثات منتظمة من قبل السلطات التركية، في كل من أنقرة ونيويورك، فإن كلًا من الأمين العام وأَنَا ندرك أن التحقيقات التركية الحالية تشير إلى دور للسيد فتح الله غولن وأتباعه في مؤامرة الانقلاب. وأنا على علم أيضًا بتقارير المناقشات الجارية مع مختلف ممثلي الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالطلب التركي لتسليم غولن المحتمل من قبل الولايات المتحدة، ومن الواضح أن الأمم المتحدة لا تمتلك أي معلومات إضافية بخصوص هذه القضية الثنائية.

وبالنظر إلى التحقيقات الجارية في ملابسات محاولة الانقلاب، لا أريد الادلاء بمزيد من التعليقات على الجناة المزعومين. ونظرًا لكثرة التحديات الملحة التي تواجهها تركيا، تأمل الأمم المتحدة أن تعود الحياة الطبيعية قريبًا إلى الحياة السياسية التركية، وأن الشعور القوي للوحدة بين القوى الاجتماعية والسياسية التي تطورت بعد محاولة الانقلاب ستزيد وتتعزز، وسيكون هناك قريبًا حد لحالة الطوارئ.

- كيف تقيم الوضع في سوريا بعد عملية الجيش التركي ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبعد دعم تركيا لمقاتلي الجيش السوري الحر ضد داعش؟ هل تعتقد أن تركيا لديها الحق في محاربة منظمة تعتبرها إرهابية، كما هو الحال بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي / وحدات حماية الشعب (PYD / YPG) في سوريا؟

اسمحوا لي أولًا وقبل كل شيء أن أؤكد مجددًا إدانة الأمم المتحدة القوية الواضحة لجميع أشكال العنف الإرهابي الذي ضرب تركيا في الآونة الأخيرة، بما في ذلك أحدث سلسلة من الهجمات في جنوب شرق تركيا. الأمانة العامة وأنا بكل جوانحي مع الضحايا وأسرهم والحكومة التركية.

ولدى الأمم المتحدة موقف واضح وثابت بشأن عمليات مكافحة الإرهاب في سوريا، التي أشرنا إليها سابقًا، عندما أطلقت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الروسي عملياتها: ينبغي أن تكون أنشطة مكافحة الإرهاب موجهةً أساسًا ضد تلك الجماعات التي يتم تصنيفها من قبل مجلس الأمن كإرهابيين، ويجب أن يتم تنفيذها مع الاحترام الكامل لقانون حقوق الإنسان الدولي والإنساني. وعلى وجه الخصوص، يجب تجنب استهداف المدنيين والأشياء المدنية مثل المستشفيات والمدارس والأسواق.

نعتقد أن الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة الإرهاب في سوريا هي اتفاق سياسي يؤدي إلى التحول إلى حكومة سورية جديدة شاملة وذات مصداقية وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف عام 2012. وهذا من شأنه تمكين جهود مكافحة الإرهاب الدولي الموحد. دور تركيا في تحقيق اتفاق وانتقال سياسي في سوريا أمر ضروري.

هل دولة كردية مستقلة أو تتمتع بحكم ذاتي أمر ممكن في نهاية الحرب الأهلية؟ كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الدول المجاورة مثل تركيا وإيران والعراق؟ إلى أي مدى وحدة الأراضي في سوريا بالنسبة لك أمر لا مفر منه؟

أدى الصراع المدني السوري إلى تطورات ومأساة لا يسبر غورها على مدى السنوات الخمس الماضية. إذا تم السماح باستمرار سفك الدماء والدمار إلى ما لا نهاية، فمن الصعب للغاية التنبؤ بما سيحدث للدولة السورية في المستقبل. الكثير من السوريين الذين نتحدث معهم قلقون للغاية حول إمكانية تجزئة بلادهم، لو استمر الصراع لمدة طويلة.

ما أستطيع أن أقوله بكل ثقة هو أن الأمم المتحدة تشجع التوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع ويحافظ على وحدة الأرض في سوريا. فقد تم التأكيد مرارًا في قرارات مجلس الأمن على أهمية وحدة وسلامة الأرض السورية.

- هل يمكن لذهاب حكومة انتقالية بمشاركة مجموعات من الثوار إلى انتخابات، مع أو بدون بشار الأسد، أن يكون حلًا دائمًا للحرب الأهلية في سوريا؟

وفقًا لخريطة الطريق السياسية التي وضعها مجلس الأمن وبيان جنيف، نتوقع التوصل إلى حل سياسي يتضمن إنشاء هيئة الحكم الانتقالي، التي يمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات أخرى، ويتم تشكيلها على أساس الموافقة المتبادلة.

أود أن أشير إلى أحد الجوانب الهامة الذي تصمت عنه قرارات مجلس الأمن وبيان جنيف: مستقبل الأفراد خلال الفترة الانتقالية. فلا وجود لأي أي إشارة في هذه الوثائق بخصوص مستقبل بشار الأسد. ومع ذلك، فإنها تنص على أن هيئة الحكم الانتقالي سيكون لها صلاحيات تنفيذية كاملة وسيطرة على المؤسسات الأمنية والاستخباراتية، وستعمل وفق الامتثال الكامل للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وسيادة القانون، ومساءلة مَن هم في الحكومة. وأيضًا ستكون مسؤولة عن خلق بيئة محايدة للانتخابات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!