ترك برس

بدأ وفد برلماني تركي مكون من نواب من حزب العدالة والتنمية منذ يوم الثلاثاء جولة في واشنطن للدفع باتجاه تسليم فتح الله غولن زعيم المنظمة الإرهابية المتهمة باختراق أجهزة الدولة التركية والوقوف وراء المحاولة الانقلابية منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي.

يقود الوفد الذي يجري هذا الأسبوع زيارة لأربعة أيام نائب رئيس حزب العدالة والتنمية للعلاقات الخارجية مهدي أكار، ويضم الوفد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأمريكية علي صاري كايا، والرئيس المشارك للمفوضية البرلمانية التركية الأوروبية أحمد بيرات تشونكار، والنواب روضة قاوقجي كان وسينا نور تشيليك وأمينة نور غوناي.

وصرحت روضة قاوقجي نائبة رئيس الحزب في مدينة إسطنبول لوكالة الأناضول بأن "محاولة انقلاب 15 تموز وما أعقبها، وتسليم غولن والتطورات في سوريا ستكون المواضيع الرئيسية التي سنتحدث بشأنها".

ومن المقرر  أن يلتقي الوفد أعضاء في الكونغرس وقادة رأي ومجتمع مدني وممثلين من وسائل الإعلام. وسيناقش البرلمانيون الأتراك مع مسؤولين أمريكان العملية القانونية لتسليم غولن بسبب دوره في إنشاء شبه دولة بداخل الدولة التركية قادت في النهاية محاولة انقلاب دموية.

وفي محطتهم الأولى، زار النواب مقرات الائتلاف التركي من أمريكا، وهي منظمة مجتمع مدني يوم الثلاثاء. وبعد التعرف على مشاريع الائتلاف وتحركاته من رئيسه لينكولن مكوردي، اجتمع الحزب مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير (CAIR)، أكبر منظمة مجتمع مدني مسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحدث مع رئيس كير نهاد عوض. وحضر اللقاء السفير التركي لدى واشنطن سردار كيليتش. وبعد اللقاء في كير، ذهب الوفد التركي إلى الكونغرس للقاء النواب الأمريكان.

وفي حديث لوكالة الأناضول بعد اللقاء في الكونغرس، قالت النائبة روضة قاوقجي إن الوثائق الضرورية لتسليم غولن تم تسليمها في السابق إلى السلطات الأمريكية. وقالت: "إننا نتحدث عمّا يمكننا فعله بعد ذلك"، مشيرةً إلى أن الوفد سيبلغ الأمريكان كذلك بأن غولن ومنظمته السرية لا تشكل تهديدًا لتركيا فقط وإنما للولايات المتحدة كذلك.

صاري كايا، نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأمريكية قال لوكالة الأناضول إن الوفد سيطلب من المسؤولين الأمريكان كذلك الوقوف مع تركيا ضد إرهاب منظمة غولن وداعش وحزب العمال الكردستاني بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي بي يي دي. وقال: "إننا نتوقع منهم الوقوف إلى جانب تركيا للسبب الصحيح جدًا، الوقوف مع الديمقراطية التركية، تسليم زعيم هذه المنظمة الإرهابية - التي حاولت إلحاق الضرر بالديمقراطية والدولة التركية - إلى العدالة التركية".

وأضاف صاريكايا: "سلمت في السابق رسالة إلى الكونغرس مفادها أننا نتوقع دعمًا قويًا جدًا منهم فيما يتعلق بتسليم غولن. والآن سنواصل حوارنا الدبلوماسي برئاسة نائب رئيس حزب العدالة والتنمية للعلاقات الخارجية مهدي أكار. أعتقد أن العقل الاستراتيجي للولايات المتحدة لن يختار إرهابيًا بدلًا من تركيا".

كما أشار صاري كايا إلى أن الوفد سيطالب المسؤولين الأمريكان بالنظر في مخاوف تركيا بشأن عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني في شمالي سوريا فيما يتعلق بدوافعهم الانفصالية بداخل سوريا الممزقة من الحرب، والتي باتت تشكل تهديدًا للأمن القومي التركي.

وتُقدم الولايات المتحدة دعمًا لوحدات الحماية الشعبية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، في قتالها ضد داعش، لكن أنقرة تعترض منذ زمن طويل على سياسة واشنطن هذه، مشيرة إلى روابطها مع بي كي كي المدرج على لائحة الإرهاب في أنقرة. أكّد صاري كايا أن الوفد سيؤكد مجددًا أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية لا يختلفان عن حزب العمال الكردستاني، مضيفًا: "سنبلغهم بجهودنا من أجل سوريا ديمقراطية وموحدة".

وقال صاري كايا إن الهدف الرئيسي للوفد التركي في واشنطن هو زيادة الوعي بين أعضاء الكونغرس، مضيفًا: "نود أن نقول لأعضاء الكونغرس إن العلاقات التركية الأمريكية أكثر أهمية وحيوية من كل المجموعات الإرهابية لأن كلا الدولتين بحاجة إلى بعضهما أكثر من أي وقت مضى. وفي الوقت الذي يمر فيه العالم والشرق الأوسط بمرحلة صعبة، تركيا بحاجة إلى الولايات المتحدة والولايات المتحدة بحاجة إلى تركيا".

وأكّد صاري كايا أن تركيا تود الحفاظ على شراكتها الاستراتيجية من الولايات المتحدة، مضيفًا: "نتمنى أن تقف الولايات المتحدة مع تركيا، وأن يقوم الكونغرس وكل المؤسسات بجهود لتعزيز العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!